باستيل دي بيليم: حلوى برتغالية تأسر الألباب بنكهتها الاستثنائية لتصبح الأفضل على الإطلاق
في قلب لشبونة، حيث يلتقي عبق التاريخ بطعم المعجنات اللذيذة، تبرز حلوى “باستيل دي بيليم” كإحدى الكنوز البرتغالية الأكثر شهرة. هذه الحلوى التي تتميز بطبقتها الرقيقة من عجين الفطير وكريمة خفيفة، ليست مجرد حلوى، بل هي رمز ثقافي يحمل في طياته قصة طويلة.
وفي خطوة مفاجئة، حصلت “باستيل دي بيليم” على اعتراف عالمي من تايست أطلس كأفضل حلوى في العالم بناءً على ملايين التقييمات من عشاق الطعام حول العالم. ولكن المفاجأة لا تتوقف هنا، إذ يليها “باستيل دي ناتا”، نوع آخر من المعجنات الشهيرة التي لا تقل لذة، ولكنها تختلف بعض الشيء في مكوناتها عن “باستيل دي بيليم”. وهكذا، تؤكد تايست أطلس أن الحلوى التي تصنع في متجر “باستيل دي بيليم” هي الوحيدة التي تستحق هذا الاسم، بينما تلك التي تُنتج في محلات أخرى تحمل اسم “باستيل دي ناتا”.
وتألقّت “باستيل دي بيليم” في التقييمات، حيث حصلت على 4.7 من أصل 5 نجوم، بينما حصلت “باستيل دي ناتا” على 4.6 نجوم. وهو ما يعكس تميزها في عالم الحلويات البرتغالية. ورغم أن هذه الحلوى تزداد شهرة حول العالم، فإن تاريخها يعود إلى بداية القرن التاسع عشر، حينما أُغلقت الأديرة البرتغالية بعد الثورة الليبرالية، فبدأ أحد رهبان دير جيرونيموس في بيع المعجنات الحلوة في محل مجاور. وسرعان ما اكتسبت هذه الحلوى شهرة كبيرة، وأطلق عليها اسم “باستيل دي بيليم” نسبة إلى المنطقة المحيطة.
وحتى اليوم، لا تزال الحلوى تُصنع بالطريقة نفسها التي كانت تُصنع بها في بداية القرن التاسع عشر، حيث يحرص المخبز الذي يملك الوصفة السرية على الحفاظ عليها، ولا تُصنع إلا على يد طهاة معجنات ماهرين يضمنون جودة كل قطعة. وتستمر البرتغال في تميزها في فنون الطهي، حيث احتلت المرتبة الخامسة عالميًا في تصنيف تايست أطلس لأفضل فنون الطهي في العالم، متفوقة على العديد من الدول العريقة في هذا المجال.
ليست فقط “باستيل دي بيليم” هي التي تأسر قلوب عشاق الطعام، وإنما يشاركها في ذلك كثير من الأطباق البرتغالية التقليدية مثل “الميجاس”، و”فرانشيسينها”، و”فيغوادا” التي جعلت المطبخ البرتغالي واحدًا من أبرز مطابخ العالم. وفي تصنيف آخر، جاء “ألينتيخو” في المركز التاسع كأفضل منطقة للطعام في العالم، بينما تم تصنيف “لحم الخنزير على طريقة ألينتيخو” في المركز 39 ضمن أفضل 100 طبق في العالم.
واليوم، تحتفل البرتغال بموقعها الرائد في عالم فنون الطهي، مع الاحتفاظ بمكانة “باستيل دي بيليم” كرمز حقيقي لهذا الإرث الثقافي. فالحلوى التي بدأت في دير تاريخي في القرن التاسع عشر، أصبحت اليوم واحدة من أشهر وألذ الحلويات التي تجذب السياح والطهاة من مختلف أنحاء العالم.