خاصبعد سقوط نظام الأسد.. هل يقف لبنان أمام منعطف حاسم؟
المحلل الخاص لسكاي نيوز عربية، بشارة شربل، سلط الضوء على التأثيرات المحتملة لهذا التحول في المنطقة على لبنان، في ظل تعقيدات سياسية داخلية وصراعات إقليمية.
في حديثه، أكد بشارة شربل أن سقوط نظام الأسد يمثل “تغييرا عميقا استراتيجيا في المنطقة”، مشددا على أن ما قبل سقوط الأسد لن يكون كما بعده.
وأوضح أن هذا الحدث سيعيد رسم التوازنات السياسية في لبنان:
- “لبنان خرج من حرب مدمرة ضربت الذراع الإيرانية المتمثلة بحزب الله، مما أدى إلى تهشيم صورة الحزب وقدراته العسكرية وهيبته”.
وأشار شربل إلى أن اللبنانيين يأملون أن يؤسس هذا التغيير لعلاقات طبيعية بين لبنان وسوريا، تقوم على احترام سيادة كل بلد:
- “اللبنانيون يتذكرون معاناتهم مع نظام البعث منذ عقود طويلة، ويعقدون الأمل على مستقبل مشرق يحترم خصوصيات الدولتين.”
حسابات حزب الله وتأثير التحولات
ويرى شربل أن حزب الله فقد “طريق الإمداد العسكري” عبر سوريا بعد الإطاحة بالأسد، وهو ما أكده نعيم قاسم، نائب الأمين العام للحزب، حين صرح بأن الحزب سيبحث عن “طرق بديلة” لضمان استمراريته.
لكن شربل وصف هذا الموقف بالمثير للاستغراب، قائلا: “حزب الله لم يستخلص الدروس مما حدث.. سقوط نظام الأسد، الذي كان العمود الفقري للمحور الإيراني، يعتبر خسارة كبرى للحزب الذي ورط نفسه ولبنان في هذه الكارثة”.
التغيرات الإقليمية المرتبطة بسقوط الأسد سيكون لها أثر واضح على انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.
وبحسب شربل، “لم يعد بمقدور حزب الله وحلفائه ترشيح شخصيات قريبة من المحور السوري، مثل سليمان فرنجية، واضطروا إلى التوجه نحو خيارات توافقية أو رؤساء وسطيين”.
وأضاف أن الأطراف السيادية تسعى لاختيار رئيس يطالب بتسليم سلاح حزب الله ويؤسس لعلاقات متوازنة مع سوريا، مع استعادة المؤسسات اللبنانية لدورها الطبيعي.
مواقف لبنانية متباينة
تصريحات القادة اللبنانيين عكست تباينا في المواقف بشأن سقوط الأسد، أما رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري أشاد بما وصفه بـ”وعي السوريين الذي أذهل العالم”، داعيًا إلى انتقال حضاري للسلطة.
في المقابل، وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق، سارع إلى تهنئة أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، مشددا على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.
ووسط هذه التحولات الإقليمية الكبرى، يقف لبنان أمام منعطف حاسم تتداخل فيه تداعيات سقوط الأسد مع الحسابات الداخلية المعقدة.
الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت القوى السياسية اللبنانية ستنجح في استغلال هذه التحولات لبناء مستقبل أكثر استقرارًا أم ستظل رهينة للتوازنات الإقليمية المتغيرة.