معبر المصنع الحدودي بلبنان يفتح أبوابه لعودة اللاجئين السوريين
مراسلو الجزيرة نت
10/12/2024–|آخر تحديث: 10/12/202408:17 م (بتوقيت مكة المكرمة)
البقاع- “أعبر اليوم من لبنان إلى سوريا الجديدة”، قال أبو محمد الخطيب قبيل مغادرته مركز معبر المصنع الحدودي قاصدا منزله في ريف دمشق بعدما تركه مرغما منذ 10 سنوات بفعل الأزمة السورية وتداعياتها الأمنية والاقتصادية، وأكد للجزيرة نت “يوم العودة تاريخي ومفصلي في حياتي وعائلتي”.
وشهد مركز المصنع النظامي بداية من السادسة من صباح اليوم الثلاثاء حركة نشطة لعشرات العائدين، في ظل مواكبة أمنية متصلة بإجراءات عبور تقليدية بين البلدين وانتشار واسع للجيش اللبناني في محيط مراكز الأمن العام والجمارك اللبنانية وعلى التلال المحيطة به.
وقالت أمل الخطيب للجزيرة نت “لم تواجهنا أي مشاكل تذكر، قدمنا أوراقنا الثبوتية وبطاقات الإقامة، ثم خرجنا بشكل قانوني، واجهنا كغيرنا ازدحاما طبيعيا ومعاملة جيدة من قبل موظفي المراكز الحدودية اللبنانية”.
فرحة وأمل
من جانبها، ربطت هديل أبو محمد بين قرار عودتها إلى ديارها في دمشق وبين نجاح المعارضة السورية في إسقاط نظام الحكم السابق.
وقالت هديل للجزيرة نت “فرحتي لا توصف، آن الأوان للعودة إلى الوطن ومنزلنا الحبيب، كلي أمل ببناء سوريا ديمقراطية وحضارية ومتألقة لكل أبنائها وخالية من العنف والقهر وتكميم الأفواه ومن السجون السرية والعلنية”.
وبموازاة حركة مغادرة نازحين سوريين عبر نقطة المصنع الحدودية، وهم من الفئة التي تحمل أوراقا ثبوتية كاملة وبطاقات إقامة ممنوحة من السلطات اللبنانية رصدت كاميرا الجزيرة نت حركة مغادرة كثيفة لمئات السوريين عبر ممرات غير نظامية تقع وسط الجبال المحيطة بالمراكز الحدودية.
وكشف مصدر أمني للجزيرة نت أن أغلبية هذه الفئة من السوريين الذين دخلوا خلسة إلى لبنان وأقاموا فيه بصورة غير نظامية، وأن بعضهم لا يحملون أوراقا ثبوتية.
وتحدث المصدر نفسه عن “مئات من العابرين في الجبال، وهي أرقام تعادل العابرين من مركز المعبر، علما أن لبنان يضم -حسب إحصاءات غير رسمية- نحو 2.5 مليون سوري، منهم 900 ألف يتمتعون برعاية الأمم المتحدة ومنظمات دولية”.
تدفق كبير
في المقابل، شهد معبر المصنع يومي الاثنين والثلاثاء حركة مرور أرتال من السيارات السياحية القادمة من سوريا إلى لبنان.
ويقول خليل -رفض الكشف عن كامل هويته- للجزيرة نت “نحن لبنانيون مقيمون في سوريا، وما حصل من تطورات لا يطمئن، ننتظر استتباب الأمور قبل اتخاذ قرار بالعودة، أسكن وعائلتي في حي السيدة زينب، وأقربائي الذين نزحوا معي يسكنون في أحياء قريبة من الزبداني والمزة”.
كما شهد المعبر في 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري تدفقا كبيرا للقادمين من سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وكاد الضغط البشري للنازحين يتسبب بإشكالات مع القوى الأمنية التي تمكنت من احتواء الوضع الجديد.
ضبط الوضع
وفي هذا الإطار، أوضحت المديرية العامة للأمن العام اللبناني -في بيان لها- أن سبب هذا التدفق يعود إلى “غياب الأمن العام السوري عند المركز الحدودي في جديدة يابوس”.
وأضافت “أن بعض اللاجئين حاولوا الدخول بشكل غير قانوني ودون الالتزام بالإجراءات الأمنية المتبعة من قبل الأمن العام اللبناني”.
وأشارت المديرية -في بيانها- إلى “ضبط الوضع بالتعاون مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، حيث تمت إعادة هؤلاء الأشخاص إلى الأراضي السورية، مع السماح فقط لأولئك الذين يستوفون الشروط المعمول بها بالدخول”.
وقدّرت مصادر عاملة في المراكز الحدودية عدد القادمين من سوريا أيام الأحد والاثنين والثلاثاء بـ5 آلاف شخص، في حين أوقفت القوى الأمنية 300 “متسلل” من سوريا إلى لبنان عبر معابر غير نظامية في البقاع.