هل تكون إدلب وحلب شرارة تسويات كبرى أم وقودا لصراعات جديدة؟
فوفقا لما ذكره رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري فقد سقطت 14 بلدة ومدينة في ريف حماة الشمالي بيد الفصائل المسلحة خلال قرابة ساعتين مع انسحاب كامل وشامل للجيش السوري بأوامر من القيادة العسكرية.
وكانت الفصائل أعلنت، في وقت سابق السبت، سيطرتها على 75 بالمئة من أحياء حلب، وذكرت أن الأخيرة ستتبع إداريا لما تعرف بحكومة الإنقاذ وهي حكومة الجولاني التي تدير إدلب وريفها.
كما كشفت أنها نجحت في إحكام سيطرتها على محافظة إدلب بالكامل، فضلا عن قرابة 50 قرية وبلدة في سوريا أبرزها مدينة معرة النعمان بعد انسحاب قوات الجيش السوري منها.
وبلغت حصيلة القتلى من العسكريين والمدنيين في العملية المستمرة ليومها الرابع في ريفي إدلب وحلب، أكثر من 301 منذ فجر يوم 27 نوفمبر.
“زلزال كبير”
ويرى محمود علوش الباحث في مركز تحليل السياسات من إسطنبول أن ما يحدث أشبه بزلزال كبير في سوريا بسبب طبيعة الهجوم والمناطق المستهدفة والانهيار السريع لقوات الجيش السوري وحلفائه بالمنطقة.
وأضاف علوش لقناة “سكاي نيوز عربية” أن هناك عوامل موضوعية أدت لهذه النتيجة أبرزها أن قوات الجيش كانت تعمد إلى قضم مناطق خفض التصعيد تدريجيا، مما دفع الفصائل المسلحة لشن هذه العملية.
ولفت إلى أن “العامل الإقليمي مهم جدا”، منوها إلى أنه لا يمكن تصور عدم علم روسيا وتركيا بهذا الهجوم لكنه استبعد انخراط تركي مباشر في العملية.
وأشار إلى أن “تركيا وروسيا لديهما تعاون في سوريا، مما يجعل من المستبعد أن تلعب أنقرة بالورقة السورية للضغط على موسكو”.
“انهيار صادم للجيش السوري”
من جانبه، قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد تركي الحسن إن الشارع السوري في حالة صدمة لأن ما يحدث يعيد البلاد للمربع الأول عندما تداعت قوات الجيش في عامي 2014 و2015 حتى سيطرت تلك الفصائل على 80 بالمئة من الجغرافيا السورية.
وشدد الحسن لـ”سكاي نيوز عربية” على أن بناء مواقف أو تقديرات أو تقييم كامل لما يجري في سوريا صعب في ظل الأحداث المتسارعة، لكن انهيار الجبهات وانسحاب الجيش السوري أسئلة لا توجد أجوبة عليها حتى الآن.
وأكد الخبير العسكري أنه لا يعتقد أن “القدرة الهائلة التي تمكنت بها هيئة تحرير الشام من احتلال مدينة كبيرة مثل حلب إلا إذا كانت تركيا تتشارك مع هذه المجموعات”.
وبين أن الجيش السوري سحب قواته من خطوط المواجهة نحو جنوب شرق حلب للحفاظ على العسكريين الذين كانوا في المدينة.
“واشنطن متفاجئة”
أما ريتشارد غودستين الخبير الاستراتيجي الديمقراطي والمستشار السابق لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون فقد قال إن واشنطن فوجئت بما حدث لأنه لا يصب في مصلحتها أو مصلحة إسرائيل، لأن المنطقة بها ما يكفي من اضطرابات.
وأضاف غودستين لقناة “سكاي نيوز عربية” أن هناك انطباعا أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يمكنه قلب الموازين في المنطقة، لكن للأسف الرئيس الحالي جو بايدن يعرف المنطقة أكثر وتعامل معها منذ عقود.
وبين أنه من المبكر معرفة من يقف وراء هذه التطورات و”من المهم أن نفترض أن تركيا كانت على علم بما حدث وقد لا تكون سعيدة به وكذلك ربما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متفائل بقدوم ترامب، الذي قد يدعم أنقرة”.