“بينالي غزة”… فنانون فلسطينيون يريدون إيصال صوتهم إلى العالم في تحد للحرب والحصار
أعلن فنانون فلسطينيون يعيشون في قطاع غزة أنهم بصدد تنظيم مشروع يسمونه “بينالي غزة”، “كجزء من مقاومة الهجوم العسكري الإسرائيلي” على القطاع. وسيتضمن المشروع عرض الأعمال في غزة نفسها، مع إرسال القطع الفنية لعرضها في الخارج، رغم تحديات الحرب والحصار.
ويشارك أكثر من 40 فناناً في هذا المشروع الذي يؤكد “أن الفن الفلسطيني يخترق كل المساحات المحاصرة”.
ويخطط الفنانون لعرض أعمالهم داخل القطاع المحاصر، كما يبحثون عن صالات عرض دولية لاستضافة معارض في جميع أنحاء العالم.
لكن هؤلاء يواجهون عقبة كبيرة تتمثل في إيجاد طريقة لإيصال فنهم بسبب الحصار الإسرائيلي الذي يمنعهم من الوصول إلى الساحة العالمية.
وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، فقد تمكن حوالى ربع الفنانين العارضين من العبور إلى مصر في وقت سابق من الحرب.
وبالنسبة للذين بقوا في غزة، فإن بعضهم يخططون لإرسال أعمالهم الفنية إلى الخارج من خلال عمال الإغاثة الذين يُسمح لهم بعبور الحدود من حين لآخر.
وفي المقابل، سوف يكتفي آخرون بعرض أعمالهم عبر الإنترنت على شكل صور ومقاطع فيديو، بينما سيتعاون البعض الآخر مع فنانين في الضفة الغربية لإعادة إنتاج أعمالهم عن بعد.
وفوق ذلك كله، فإن هؤلاء الفنانين يعيشون في منطقة حرب مما يجعل أمر إنجاز الأعمال الفنية غاية في الصعوبة.
ويقول فنان يبلغ من العمر (26 عاماً)، من خان يونس وهو أحد رواد المبادرة لـ”الغارديان”: “يُطلق على أكبر الفعاليات الفنية في العالم اسم البيناليات، حيث يستضيف أهم الفنانين في العالم لتناول أهم الأشياء في العالم من خلال فنهم. وبالنسبة لنا، فإن أهم الفنانين في العالم الآن هم فنانو غزة”.
وبينالي كلمة إيطالية تعني معرضا يقام كل عامين.
والأكثر من ذلك، فإن كلمة بينالي ترمز إلى المرونة، أي أن غزة ومجتمعها الفني سيظلان صامدين بعد عامين، كما يقولون هؤلاء المبدعون.
وذكر الفنانون أن هذا “الحدث العاجل والاستثنائي” يمثل “خطوة إبداعية خارج الأطر التقليدية للمعارض”.
وبالإضافة إلى “حساسية وخصوصية وضعنا”، كما جاء في البيان، يعكس البينالي في جوهره “نضال شعب من أجل البقاء على قيد الحياة”.
وتقول الفنانة رفيدة سحويل (17 عاما) إنها خسرت مكتبة تضم ما يقرب من ألف كتاب عندما قصف الجيش الإسرائيلي منزلها في تشرين الثاني/ أكتوبر من العام الماضي، مضيفة أن البينالي هو عمل من أعمال التحدي.
وقالت: “إن الاستمرار في إبداع الفن في خضم الحرب والقمع في غزة ليس مجرد عمل إبداعي، بل هو فعل مقاومة وبقاء في حد ذاته”.
وتضيف قائلة: “بينما تركز إسرائيل على محو الحياة والثقافة في غزة، فإن استمراري في الفن يثبت أن الحياة لا تزال مستمرة، وأن الهوية الفلسطينية لن تمحى”.
وقالت للصحيفة البريطانية: “ستخرج جميع أعمال الفنانين إلى النور، وستتخطى الحواجز والحدود والقوانين، وسيراها العالم كله. هذه هي قوة الفن”.
المصادر الإضافية • الغارديان