خاصإيران تتحدى القوى الكبرى.. حسابات صعبة وسط الضغوط الدولية
سكاي نيوز عربية، ناقشت مع الخبير في الشؤون الإقليمية والدولية، حكم أمهز، الخيارات المتاحة لإيران في ظل هذه التحديات.
وحول ما إذا كان هذا القرار سيؤدي إلى المزيد من العقوبات، أشار أمهز إلى أن المشروع الأوروبي مدعوم من الولايات المتحدة وقد يفضي إلى فرض عقوبات دولية جديدة، ما يعيد إيران إلى وضع مشابه لما قبل توقيع الاتفاق النووي عام 2015.
إيران.. تهديدات بتصعيد الإجراءات النووية
أوضح أمهز أن إيران تواجه ضغوطًا شديدة من القوى الكبرى، مشيرًا إلى أن طهران ربما تتجه إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية في حال تم تمرير القرار ضدها.
من بين هذه الإجراءات، يمكن لإيران أن تتخذ خطوات مثل الانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، أو حتى تحويل برنامجها النووي إلى تصنيع أسلحة نووية.
كما يمكن أن تقوم بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى، أو زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي، ما يمثل تصعيدًا حقيقيًا في تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الضغوط على إيران لتحقيق أهداف دولية
من جانبه، أكد أمهز أن الضغوط الغربية على إيران ليست فقط بسبب مخاوف من تطوير أسلحة نووية، بل بسبب رغبة القوى الكبرى في الحفاظ على التفوق الإسرائيلي في المنطقة.
وأوضح أن إيران تعتقد أن هذه الضغوط تأتي في إطار مشروع أكبر يتعلق بالحفاظ على التفوق العسكري والسياسي الإسرائيلي في الشرق الأوسط.
وقال: “المشكلة ليست في أن إيران ستصنع سلاحًا نوويًا، بل في الحفاظ على التفوق الإسرائيلي، وهو ما تسعى الولايات المتحدة إلى ضمانه من خلال منع أي دولة في المنطقة من الحصول على برنامج نووي”.
الثقة المفقودة
وفي حديثه عن العلاقة المتوترة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أشار أمهز إلى أن إيران تتهم الوكالة بتسريب معلومات سرية عن برنامجها النووي، ما أدى إلى استهداف منشآتها من قبل إسرائيل.
وأوضح أن إيران كانت قد طلبت من الوكالة التعامل مع ملفها النووي بشفافية بعيدًا عن التسييس، وهو ما تراه طهران مفقودًا حتى الآن.
ووفقًا لأمهز، فإن إيران لا تثق في الإجراءات التي تتبعها الوكالة، ويؤثر ذلك على موقفها في المفاوضات.
التعاون الإيراني مع روسيا.. هل يفاقم الأزمة؟
عندما سُئل عن تأثير علاقات إيران المتنامية مع روسيا على موقف الغرب، أشار أمهز إلى أن التعاون بين إيران وروسيا يعزز موقف طهران في مواجهة الضغوط الغربية.
وأضاف أن روسيا توفر دعمًا سياسيًا واقتصاديًا لطهران، مما يجعل من الصعب على الغرب فرض عقوبات فعّالة عليها، لكن أمهز أضاف أن هذا التعاون أيضًا قد يؤدي إلى تعقيد الأمور في حال تصاعد التوترات في المنطقة، حيث قد يتورط الطرفان في صراعات أكبر تؤثر على استقرار المنطقة.
القرار الأوروبي.. بين التهديدات والتوقعات
وفيما يتعلق بالتحركات الأوروبية، أشار أمهز إلى أن أوروبا تسعى إلى الضغط على إيران لتقديم تنازلات تتعلق ببرنامجها النووي، وهو ما قد يشمل التراجع عن بعض الامتيازات التي تم الحصول عليها في الاتفاق النووي.
ومع ذلك، يبقى السؤال حول مدى قدرة أوروبا على مواجهة إيران في ظل التصعيد المستمر والتحديات الداخلية التي تواجهها الدول الأوروبية.
وقال أمهز: “الدور الأوروبي في هذه الأزمة قد يكون حاسمًا، لكن تبقى هناك صعوبة في تحفيز إيران على تقديم تنازلات كبيرة، خاصة في ظل الظروف الحالية”.
الطريق المسدود بين طهران والقوى الكبرى
وأختتم أمهز تأكيده أن إيران ستكون مستعدة لاتخاذ خطوات تصعيدية في حال استمرت الضغوط الغربية عليها، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة أكبر في المنطقة.
وبينما تتجه الأنظار نحو تحركات مجلس الأمن الدولي، يبقى التحدي الأكبر هو كيفية التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، خاصة في ظل غياب الثقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والقلق الغربي المتزايد من تطور القدرات النووية الإيرانية.