بمشاركة وزير الصحة الكويتي.. انطلاق مؤتمر «مقاومة مضادات الميكروبات» الوزاري في جدة
انطلقت في مدينة جدة اليوم الجمعة أعمال المؤتمر الوزاري العالمي الرابع رفيع المستوى حول (مقاومة مضادات الميكروبات) بمشاركة وزير الصحة الكويتي الدكتور أحمد العوضي.
وقال وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل في كلمة افتتاح أعمال المؤتمر ان استضافة المملكة للمؤتمر هي إعلان واضح عن التزامها تجاه العالم في مواجهة هذا التحدي العالمي الذي يؤثر بشكل متفاقم على صحة الإنسان والثروات الحيوانية والنباتية مما يبطئ عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف الجلاجل ان استضافة المؤتمر تأتي انطلاقا من تأكيد السعودية ان صحة الإنسان أولا وفوق كل اعتبار.
وذكر ان مقاومة مضادات الميكروبات تؤثر بشكل عميق على جوانب الحياة كافة مضيفا انه من المتوقع ان يتسبب هذا “الوباء الصامت” بأكثر من مليون حالة وفاة سنويا وهو أعلى من اجمالي عدد الوفيات الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا مجتمعة.
وأشار إلى انه بالتسارع الحالي فقد يشهد العام 2050 وصول عدد الوفيات الناجمة عن الميكروبات المقاومة للمضادات إلى 39 مليون وفاة وانخفاض الناتج المحلي العالمي بنحو 4 بالمئة وتكليف الاقتصاد العالمي ما يقدر بنحو 100 تريليون دولار.
ولفت إلى ان المؤتمرات الوزارية السابقة ومنها مؤتمر سلطنة عمان والمؤتمرات السابقة التي استضافتها هولندا اسهمت بشكل فاعل برسم خارطة طريق عالمية للتصدي لمقاومة المضادات الحيوية وتخفيف آثارها السلبية.
واشاد وزير الصحة السعودي بالإعلان الصادر عن الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا العام وما ورد به من التزامات وفرص لتوحيد الجهود والمضي قدما في مواجهة هذا التحدي العالمي.
وشدد على اهمية وضع الحلول لا سيما ان المؤتمر يستضيف أكبر عدد من الدول المشاركة في تاريخ المؤتمرات الوزارية السابقة ما يشكل فرصة كبيرة لتعزيز الاستجابة العالمية.
بدوره قال نائب وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس منصور المشيطي في كلمة مماثلة ان مقاومة الميكروبات للمضادات اصبحت أكثر تهديدا من اي وقت مضى مما يشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان وسلامته وتحديا عالميا يهدد انظمة الغذاء والزراعة.
واضاف المشيطي ان تصاعد معدلات مقاومة الميكروبات للمضادات يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي وانخفاض الإنتاجية مما يؤثر سلبا على ارتفاع أسعار الغذاء فضلا عما يشكله من خطورة على النظم البيئية.
وبين ان منظمات الصحة العالمية المعنية بالصحة العامة وصحة الحيوان والبيئة تدرك ان مقاومة الميكروبات للمضادات هي أحد أهم التحديات والمخاطر العالمية التي يجب التصدي لها من مختلف القطاعات ووفقا لمنظور الصحة الواحدة.
من جهته قال وزير الصحة العماني الدكتور هلال السبتي في كلمة مماثلة ان مقاومة مضادات الميكروبات تهديد يعرض الصحة واستدامة التنمية في جميع انحاء العالم للخطر.
وذكر انه في عام 2019 ارتبط ما يقرب من خمسة ملايين وفاة بالعدوى المقاومة للأدوية دون اتخاذ اجراءات حاسمة مضيفا ان مقاومة مضادات الميكروبات يمكن ان تؤدي إلى تقليص مستوى العمر المتوقع للفرد تقليصا كبيرا وذلك بحلول عام 2035.
وأشار إلى العواقب الاقتصادية التي لا تقل خطورة فالتكاليف المحتملة للرعاية الصحية قد تصل إلى تريليون دولار سنويا بحلول عام 2050.
وضم وفد دولة الكويت المشارك إلى جانب الوزير العوضي كلا من الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة الدكتور المنذر الحساوي ومدير مكتب الوزير الدكتور ضاري الحشاش ومراقب مكتب الوزير الدكتور عبد اللطيف جمال ورئيس وحدة مقاومة المضادات الحيوية الدكتور حسين الشمري.
كما مثل القنصلية العامة لدولة الكويت في جدة القائم بالأعمال بالإنابة الوزير المفوض ناصر الخالدي.
ويشارك في المؤتمر رفيع المستوى الذي تختتم أعماله غدا السبت أكثر من 40 وزيرا من قطاعات الصحة والبيئة والزراعة من مختلف دول العالم إلى جانب عدد من رؤساء المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية.
وتأتي استضافة المملكة لهذا المؤتمر امتدادا لدورها في المجال الصحي على الصعيدين الإقليمي والدولي وما تبذله من جهود لمواجهة التحديات العالمية الكبرى الحالية والمستقبلية في سياق رؤية (المملكة 2030) عبر دعم وتنفيذ المبادرات العالمية التي من شأنها دعم صحة الشعوب حول العالم.
ويهدف المؤتمر إلى تنسيق الجهود الدولية لدعم نهج الصحة الواحدة وإيجاد الحلول الفعالة والمستدامة ورفع الجاهزية والاستعداد لمقاومة مضادات الميكروبات بما يحقق الأمن الصحي العالمي.
كما يعد المؤتمر منصة شاملة تجمع جميع الأطراف المعنية من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والعلماء وصناع السياسات لتمهيد الطريق نحو تعاون دولي فعال ضد تهديد مقاومة مضادات الميكروبات وإيجاد حلول مستدامة تسهم في الحد من تأثيراتها على الصحة العامة.