“دوافع معادية للسامية”.. تشويهٌ يطال لوحة جدارية في إيطاليا للناجين من الهولوكوست
أقدم مجهولون، في ميلانو، على تشويه لوحة جدارية رسم عليها صورتين لاثنين من أبرز الناجين الإيطاليين من محرقة الهولوكوست عبر خدش وجهيهما.
تحمل اللوحة الجدارية صورة ليليانا سيجري وهي عضو مدى الحياة بمجلس الشيوخ الإيطالي والكاتب الروائي سامي موديانو، وكلاهما من الناجين من معسكر آوشفيتس بيركناو، وهو أكبر معسكرات الاعتقال النازية.
رسم اللوحة الفنان والناشط الإيطالي أليكساندرو بالومبو في ميلانو في 28 أيلول/ سبتمبر. وكتب بالومبو عبر منصة إنستغرام مرفقاً صورة اللوحة قبل تشويهها: ”معاداة السامية، التاريخ يعيد نفسه. ليليانا سيجري وسامي موديانو، وهما من آخر الشهود والناجين من أهوال المحرقة“.
كان الفنان بالومبو قد استجاب لمسيرة مؤيدة لفلسطين نُظمت في ذكرى مرور عام على هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر والحرب الإسرائيلية على غزة. وأشارت إحدى اللافتات إلى سيغري، 94 عامًا، التي تم تعيينها عضوًا في مجلس الشيوخ مدى الحياة في عام 2018.
وجاء في بيان صادر عن متحف “فوندازيوني ديلا شواه”، وهو المتحف التذكاري للهولوكوست في إيطاليا: ”هذه الأعمال لا تضر بالفن فحسب، بل تقوض قيمة الذاكرة، التي تعد أساسية لبناء مجتمع واعٍ وعادل”.
وأضاف البيان: “إن التخريب الذي طال اللوحة الجدارية المهداة إلى ليليانا سيجري وسامي موديانو في ميلانو، والتي خدشها مجهولون، هو عمل خسيس. لقد حاول هؤلاء المشاغبين تشويه معنى الذاكرة، لكنهم فشلوا. الخدش لا يمحو الأشخاص. يمكنهم أن يدمروا الجدران، لكن التاريخ وتعاليمه تبقى كما هي”.
وكتب السياسي في الحزب الديمقراطي بييرو فاسينو: ”إن الغضب ضد الجدارية في ميلانو يدل على مستوى الجبن الذي وصلت إليه الدوافع المعادية للسامية التي تتجلى بعدوانية أكبر من أي وقت مضى. وهي دوافع يجب رفضها ومعارضتها بأكثر الطرق حزماً وصلابة”.
في العام الماضي، بعد شهر من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، رسم لوحة جدارية تصور آن فرانك، وهي طفلة يهودية من ضحايا الهولوكوست، جنباً إلى جنب مع فتاة من غزة.
وتأتي أخبار تشويه الجدارية بعد فترة وجيزة من كشف بالومبو عن جداريته الأخيرة أمام القنصلية الإيرانية في ميلانو، وهي جدارية للطالبة الإيرانية آهو داريائي التي اعتقلتها شرطة الآداب في البلاد بعد أن تجولت في إحدى ساحات طهران بملابسها الداخلية في تحدٍ لقوانين الحجاب الإلزامي في الدولة.