ثقافة وفنون

إقبال على روايات “المدينة الفاسدة” بعد فوز ترامب بولاية جديدة

هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

منذ إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة في عام 2024، شهدت رفوف المكتبات العالمية ارتفاعًا غير مسبوق في مبيعات الكتب التي تتناول مواضيع ديستوبية، وكأنها تعكس مخاوف متزايدة من الواقع السياسي الجديد.

اعلان

ومن بين أبرز هذه الكتب، تبرز رواية “حكاية الخادمة” للكاتبة مارغريت أتوود، التي عادت لتتصدر قوائم الكتب الأكثر مبيعًا بعد فوز ترامب. في اليومين التاليين لإعلان إعادة انتخابه، شهدت مبيعات “حكاية الخادمة” ارتفاعًا حادًا، لتحتل المركز الثالث في قائمة أمازون لأكثر الكتب مبيعًا في الولايات المتحدة. ليس هذا فحسب، بل كانت الرواية قد لاقت رواجًا مماثلاً خلال فترة ولاية ترامب الأولى، ما يبرز العلاقة بين توجهات الحكومة الأمريكية في تلك الفترة وتزايد الاهتمام بهذا النوع من الأدب.

ورواية “حكاية الخادمة”، التي صدرت لأول مرة في عام 1985، تروي قصة مستقبل قريب في مدينة نيو إنجلاند، حيث يُجرد النساء من حقوقهن في الإنجاب ويتعرضن لقيود صارمة تحت سلطة حكم ديني متشدد. وقد حازت الرواية على شهرة كبيرة بعد اقتباس مسلسل تلفزيوني من إنتاج هولو”Hulu” وبدأ عرضه في عام 2017، وحصل على جوائز مرموقة مثل “غولدن غلوب” و”إيمي”. واللافت أن موضوعات الرواية تتناغم مع التحولات السياسية التي شهدتها الولايات المتحدة في ظل ولاية ترامب، خاصة بعد إلغاء قانون “رو ضد ويد” في عام 2022، الذي ألغى حقوق الإجهاض.

لكن “حكاية الخادمة” ليست الوحيدة التي عكست هذا التوجه. فرواية “1984” الشهيرة للكاتب جورج أورويل، التي تصور مجتمعا تحت حكم ديكتاتورية شمولية تتمثل في مراقبة جماعية وتلاعب إعلامي، شهدت هي الأخرى إقبالًا متزايدًا.

كما تصدرت رواية “فهرنهايت 451” للكاتب راي برادبري، التي تحكي قصة مجتمع شمولي يعاقب على القراءة بحرائق الكتب، قوائم الكتب الأكثر مبيعًا. هذه الروايات والكتب الأخرى، مثل “عن الطغيان” لتيموثي سنايدر، التي أُصدرت في فترة ولاية ترامب الأولى، تعد بمثابة تحذير من التوجهات الاستبدادية التي قد تشهدها الولايات المتحدة في ظل النظام السياسي القائم.

أما الكتب التي تتناول قضايا الفاشية والديكتاتورية، سواء كانت خيالية أو تاريخية، فقد شهدت أيضًا انتعاشًا كبيرًا في الفترة التي تلت انتخابات ترامب. فعلى سبيل المثال، تصدرت مذكرات السيدة الأولى، ميلانيا ترامب، قائمة الكتب الأكثر مبيعًا، إلى جانب كتب أخرى مثل “هيلبيلي إيليغي” لنائب الرئيس المنتخب جي دي فانس. كما تضمن مشهد الكتب السياسية عودة ظهور “أنقذوا أمريكا”، الكتاب المصور لترامب، الذي يواصل تعزيز قاعدة دعم الرئيس السابق.

ووفقًا لشانون ديفيتو، مديرة قسم الكتب في “بارنز آند نوبل”، فإن الارتفاع الكبير في مبيعات الكتب التي تحمل مضامين فاشية أو نسوية أو تعكس قضايا سياسية شديدة الانقسام يعد دليلاً على التفاعل الكبير من الجمهور مع حالة الانقسام السياسي التي تسود الولايات المتحدة حاليًا، التي تشهد تطورًا غير مسبوق في أنواع الكتب التي يفضلها القراء في هذه الحقبة السياسية المشحونة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button