في أولى عروض مهرجان البحرين المسرحي الثالث.. “قراءة بيضاء” لمسرح أوال تغوص في عوالم غامضة وتدعو الجمهور للتفكير في واقع جديد
خاص – بنا
المنامة في 5 نوفمبر /بنا/ استهل مهرجان البحرين المسرحي الثالث أولى فعالياته بعرض مسرحية “قراءة بيضاء” التي قدمها مسرح أوال واخرجها الفنان حسن فلامرزي، حيث جذبت المسرحية الجمهور بتناولها الدرامي العميق لقضايا وجودية وأحداث تثير التساؤلات حول الواقع والتغيرات.
واستعرضت المسرحية، التي شارك فيها الممثلون من مسرح أوال: عبدالله سويد، وياسين قازاني، وحسان العطاوي، وحمد عابد، قصة رجل يجد نفسه في مكان غامض، فتبدأ رحلة مليئة بالأحداث الغريبة بحثًا عن صحيفة غامضة، لتتوالى الأحداث ويتكشّف خلالها عوالم جديدة تقلب مجرى حياته، وتضعه في مواجهة واقع مغاير لم يكن يتوقعه، مع محاولاته لفهم هذا العالم الجديد وسط اتهامات تلاحقه بسبب تساؤلاته.
وفي تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا)، أكد الفنان محمد الصفار، مدير المهرجان، أن مهرجان البحرين المسرحي يُعد منصة أساسية لدعم الحركة المسرحية في المملكة، من خلال تشجيع المواهب المحلية الشابة وتعزيز التواصل بين المسرح والجمهور البحريني. وأشار إلى أن المهرجان يسعى لتحقيق استدامة في مجال الإبداع المسرحي ودعم الطاقات البحرينية الواعدة.
من جانبه، أوضح المخرج حسن فلامرزي، الذي قدم مسرحية “قراءة بيضاء” كأولى فعاليات المهرجان، التحديات الفنية التي واجهها خلال التحضير، مسلطًا الضوء على قضايا فلسفية تتناول التعاطي مع التحولات غير المتوقعة في الحياة.
وأكد أن المسرحية تدعو الجمهور للتفكر والتأمل في كيفية مواجهة هذه التغيرات، والاختيار بين قبولها أو البقاء في حالة من التساؤلات المستمرة.
بدوره، شدد الفنان أحمد مبارك على أهمية المهرجان كفرصة لتطوير وتنمية المسرح البحريني وتعزيز قدراته، مشيداً بأداء الجيل الجديد من الفنانين الذين يمتلكون طاقات إبداعية متميزة. وأكد أن المهرجان يمثّل بداية مشوار لإعادة المسرح إلى تألقه السابق، داعياً الجمهور لدعم المسرح البحريني ومواكبة أعماله.
وفي ختام اليوم الأول، عُقدت ندوة تطبيقية متخصصة حضرها الكاتب المسرحي عيسى هجرس، وشارك فيها الأستاذ أحمد جاسم والمخرج حسن فلامرزي، حيث تناولت الندوة قراءة تحليلية لأحداث مسرحية “قراءة بيضاء”، بدءًا من أسلوب السرد والبنية النصية وصولاً إلى تجسيد الشخصيات وأداء الممثلين.
وخلال الندوة، شرح الكاتب عيسى هجرس التحديات الفنية التي صاحبت تنفيذ المسرحية، مشيرًا إلى أهمية التجربة التفاعلية التي يمر بها الجمهور أثناء مشاهدة العرض، والتي تدفعهم للتفكر في الأسئلة الوجودية المطروحة.
من جانبه، ألقى الأستاذ أحمد جاسم الضوء على الجوانب النقدية للنص، مبرزًا رمزية القصة وأبعادها الفلسفية، وكيف تم توظيف الأدوات المسرحية لتعميق هذه الرسائل.
كما استعرض المخرج حسن فلامرزي رؤيته الإخراجية، مشيراً إلى اعتماده على الديكور والإضاءة لتشكيل أجواء غامضة تدعم الأحداث، وتساهم في توجيه الجمهور إلى عمق التجربة المسرحية، إضافة إلى دور الموسيقى والمؤثرات الصوتية في إثراء المشهد وإبراز التغيرات النفسية للشخصيات.
وأشاد المتحدثون بقدرة العرض المسرحي على طرح أفكار جريئة تمس واقع الإنسان وتساؤلاته حول الحياة والتغيرات التي تطرأ عليها.
يُذكر أن الندوة أتاحت الفرصة للجمهور لفهم أبعاد العمل بشكل أعمق، وتعزيز التقدير الفني للأداء والإخراج، مما يعكس اهتمام المهرجان بتقديم تجربة ثقافية شاملة تتجاوز العرض المسرحي إلى تحفيز النقاشات الفكرية والفنية حول القضايا المطروحة.
من: عبدالله بدر
ع.س, م.خ