رئيس طاجيكستان: نُقدّر عالياً مستوى العلاقات بين بلادنا والكويت وآفاقهما المستقبلية
- الوضع الأمني في الشرق الأوسط أصبح أكثر تعقيداً لاسيما في غزة ولبنان
- بلادنا تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع الكويت في سياستها الخارجية
أكد رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع دولة الكويت في سياستها الخارجية، معربا عن التقدير عالي المستوى لعملية تطوير العلاقات المتعددة الأوجه بين طاجيكستان والكويت وآفاقهما المستقبلية «والتي تقوم على القيم الثقافية المشتركة والثقة والاحترام والتفاهم المتبادل».
جاء ذلك في لقاء صحافي أجرته المدير العام لـ «كونا» د.فاطمة السالم مع الرئيس رحمان بمناسبة زيارته الرسمية إلى دولة الكويت.
وقال الرئيس رحمان إن حزمة الوثائق الجديدة التي تم التوقيع عليها خلال هذه الزيارة قد وسعت الأساس التعاقدي والقانوني ووضعت أساسا مناسبا لمزيد من تطوير العلاقات الشاملة.
وأضاف اننا «نعتقد أن البلدين لديهما فرص وفيرة غير مستغلة لمزيد من توسيع التعاون متبادل المنفعة خاصة في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة والنقل والسياحة والرعاية الصحيــــة والإنسانيـــة وغيرها».
وبيــــن الرئيـــس أن العام المقبل سيصادف الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين طاجيكستان والكويت، حيث سيكون العام المقبل مرحلة نوعية جديدة في مسار العلاقات الثنائية، مؤكدا أن طاجيكستان والكويت تواصلان التعاون المفيد في إطار المنظمات الدولية والإقليمية ويدعم كل منهما مبادرات الآخر على الساحة الدولية.
وأعرب الرئيس رحمان عن استعداد بلاده لمواصلة تطوير وتعزيز العلاقات الودية والتعاون متبادل المنفعة باستخدام جميع الأدوات الثنائية والمتعددة الأطراف القائمة. وحول تطوير التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، اعتبر الرئيس أن قضايا توسيع التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري مع دولة الكويت من الاتجاهات ذات الأولوية في علاقاتنا، مبينا أنه خلال عهد الاستقلال شهدت بلادنا تطورا سريعا وحققت إنجازات مهمة، إذ بلغ متوسط معدل النمو السنوي لاقتصاد الجمهورية على مدى السنوات العشر الماضية أكثر من 7%.
وأضاف «تقيم المنظمات المالية الدولية طاجيكستان كدولة ذات اقتصاد سريع النمو وفرص استثمارية مواتية»، موضحا أن لدى بلاده تعاونا موثوقا وناجحا مع معظم المؤسسات المالية الدولية وشركاء التنمية الآخرين.
وأشار إلى أن أنه منذ عام 2001 استثمر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية أكثر من 85 مليون دولار في تنفيذ مشاريع الطاقة والنقل والبري في المشاريع الاستثمارية الحكومية في طاجيكستان، مؤكدا الاستعداد للتعاون مع هذا الصندوق في تنفيذ مشاريع استثمارية أخرى في طاجيكستان.
وعن الصناعات في بلاده، قال الرئيس رحمان إن صناعة التعدين في طاجيكستان تتمتع بآفاق جيدة، إذ يتم استخراج أكثر من 40 نوعا من المعادن والمنتجات الأخرى هناك، ويوجد 800 منجم من المعادن المتعددة والعناصر النادرة والثمينة بما في ذلك النحاس والفضة والذهب والرصاص والأنتيمون والزنك والليثيوم والتنغستن والزئبق.
أما في مجال الصناعات الخفيفة والأغذية في طاجيكستان، فذكر أنه يتم إيلاء الاهتمام الرئيسي لإنشاء مجموعات لمعالجة المواد الخام والمنتجات النهائية ذات القيمة العالية، كما تهتم البلاد بالتعاون المثمر مع الجانب الكويتي في تطوير القطاعات المالية والمصرفية خاصة استخدام الأوراق المالية الخضراء ورقمنة اقتصاد طاجيكستان.
وأفاد بأنه يتم حاليا تهيئة الظروف اللازمة لجذب رأس المال الأجنبي والتجارة الدولية الآخذة في التوسع، فقد وفرت تشريعات الدولة العديد من المزايا والضمانات القانونية الواسعة لحماية الأعمال والاستثمار.
وعــــن مبـــادرات طاجيكستـــان الدوليـــة في مجال المياه والمناخ والاعتراف بها كدولة رائدة في هذا الاتجاه، قال الرئيس رحمان «يعلم الجميع أن الماء هو مصدر الحياة وأن دوره مهم في تنمية البشرية، وفي الظروف العالمية الحديثة تخضع الموارد المائية في جميع أنحاء العالم وخاصة المياه العذبة للتأثير العميق لمختلف التهديدات بما في ذلك تغير المناخ والنمو السكاني والتحضر والتصنيع».
وأضاف «نؤيد في هذا الصدد ترشيد استخدام الموارد المائية من خلال تنفيذ التعاون الدولي البناء»، موضحا أن بلاده تسعى إلى تحقيق هدف القيام بدور نشط في حل المشكلات المتعلقة بالمياه على المستوى العالمي من خلال تفعيل ديبلوماسية التعاون الوثيق في قطاع المياه.
ولفت إلى أنه لهذا السبب ظلت طاجيكستان تتقدم بشكل مطرد في القضايا المتعلقة بالمياه والمناخ على مدى العقدين الماضيين وتلعب دورا مهما في أجندة التنمية العالمية، مشيرا إلى أنه خلال هذه الفترة وبمبادرة من طاجيكستان اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة 9 قرارات ذات صلة في مجال المياه والمناخ تهدف إلى توحيد المجتمع الدولي لحل المشاكل المتعلقة بالمياه وتسريع الإجراءات في هذا المجال.
وأشار إلى أن طاجيكستان صاحبة 5 مبادرات دولية هي «السنة الدولية للمياه النظيفة» (2003) و«العقد الدولي للعمل: الماء من أجل الحياة» (2005 – 2015) و«السنة الدولية للتعاون في مجال المياه» (2013) و«العقد الدولي للعمل: المياه من أجل التنمية المستدامة» (2018 – 2028) و«السنة الدولية لحماية الأنهار الجليدية» (2025)، وقد تم الاعتراف بها على الساحة الدولية كدولة رائدة في حل المشاكل العالمية المتعلقة بالمياه والمناخ.
وقال «بالرجوع إلى إحصاءات الأمم المتحدة يمكن الإشارة إلى أن العقد الدولي للعمل (الماء من أجل الحياة 2005 – 2015) ساعد نحو 1.3 مليار شخص في البلدان النامية في الحصول على مياه الشرب النظيفة كما حقق التقدم في مجال الصرف الصحي».
وأضاف الرئيس رحمان أن «من الإنجازات الأخرى أنه في عملية تطوير خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وبفضل جهودنا المتواصلة على وجه التحديد تمت الموافقة على مسألة المياه والصرف الصحي باعتبارها الهدف السادس من بين أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر».
ولفت بشكل خاص إلى إعلان سنة 2025 باعتبارها «السنة الدولية لحماية الأنهار الجليدية» ويوم 21 مارس «اليوم العالمي للأنهار الجليدية»، موضحا أنه في إطار تنفيذ مبادرة «عام حماية الأنهار الجليدية» ستعقد عدة مؤتمرات في طاجيكستان والدول الأخرى، من أهمها المؤتمر الدولي الرفيع المستوى لحماية الأنهار الجليدية الذي سيعقد في مايو 2025 في دوشنبه.
وأعرب عن تطلعه إلى عناية الخبراء والمتخصصين الكويتيين أيضا بهذه القضية العالمية والمشاركة بفعالية في مؤتمر دوشنبه المقبل.
وحول ما يشهده العالم من مظاهر الإرهاب وتصاعد التوترات بشكل غير مسبوق منذ ثلاثة عقود على الأقل وموقف طاجيكستان من مثل هذا الوضع وسبل حله، أوضح الرئيس رحمان أن قضايا الإرهاب والتطرف الدولي تظل تتصدر جدول الأعمال الدولي، مشيرا إلى أن لطاجيكستان والكويت مصالح مشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف على المستوى الثنائي والدولي.
وذكر أنه من الطبيعي أن يتم التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية في البلدين الشقيقين لمواجهة مثل هذه الأخطار والتهديدات، لافتا إلى أن من أهداف زيارته إلى دولة الكويت بحث سبل توسيع التعاون في هذا الصدد، وكذلك المشاركة في مؤتمر دولي في إطار عملية دوشنبه لمكافحة الإرهاب الذي يعقد بالتعاون مع طاجيكستان ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، معربا في الوقت ذاته عن الامتنان للتعاون الفعال من الجانب الكويتي في عقد هذا المؤتمر.
وفيما يتعلق بمواجهة تهديدات العصر الحديث، أشار الرئيس إلى أنه لن تنجح أي دولة في السير على هذا الطريق بمفردها، داعيا المجتمع الدولي الى اتخاذ إجراءات مشتركة وفعالة لمكافحة هذه الظواهر غير المرغوب فيها.
وقال «لسوء الحظ نشهد هذه الأيام بأن الوضع السياسي والأمني في العالم وخاصة في الشرق الأوسط والمناطق الأخرى أصبح أكثر تعقيدا لاسيما الوضع الراهن في قطاع غزة في فلسطين ولبنان مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين من بينهم أطفال ونساء وشيوخ، مما يشكل مصدر قلقنا العميق».
وأكد أن لطاجيكستان موقفا حازما بشأن هذه القضية فهي تدين بشدة أي أعمال عنف وقتل للمدنيين وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار «ولا نرى حلا هذه الصراعات إلا من خلال السبل الديبلوماسية والسياسية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة».
وأفاد بأن طاجيكستان تؤيد ضمان السلام والاستقرار الدائمين والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والأمن الكامل في أفغانستان، كما تأمل من خلال التعاون النشط من جانب المجتمع الدولي أن تصبح أفغانستان دولة آمنة ونامية.