ستارمر يزور بروكسل لتجاوز سنوات البريكست وإعادة إحياء العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي
أدّى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر زيارة إلى بروكسل اليوم الأربعاء حيث التقى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ويتصدّر جدول الأعمال إعادة إحياء العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وقضايا الهجرة.
وقال ستارمر قبيل لقائه برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: “أعتقد بقوة أن الشعب البريطاني يريد العودة إلى قيادة عملية وحكيمة في التعامل مع جيراننا الأقربين، لجعل البريكست يعمل وتحقيق المصالح، وإيجاد سبل لتعزيز النمو الاقتصادي وتقوية أمننا ومواجهة التحديات المشتركة مثل الهجرة غير النظامية وتغير المناخ”.
وأضاف: أن “الأوقات الخطيرة، تفرض العمل معاً للحفاظ على الاستقرار والأمن”، مشيراً إلى الأزمة في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا. ومؤكدا عزمه على “إعادة هذه العلاقة لتكون على أسس مستقرة وإيجابية”.
من جانبها، رحبت فون دير لاين بفرصة تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، قائلة: “لدينا مجموعة من الاتفاقيات الصلبة، وعلينا استكشاف نطاق المزيد من التعاون مع التركيز على التنفيذ الكامل والأمين” لاتفاقيات البريكست.
ويسعى المسؤول البريطاني إلى “إعادة ضبط” العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي بعد سنوات من التوتر عقب البريكست. ومع ذلك، فإن العواصم الأوروبية تحذر من أن الطريق لن يكون سهلاً.
وتختلف أولويات الطرفين، إذ يرغب الاتحاد الأوروبي في مناقشة قضايا الصيد وتنقل الشباب، بينما تفضل المملكة المتحدة التركيز على الأمن والدفاع والهجرة والصحة.
وقد أكد ستارمر أنه لن يكون هناك عودة إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي أو حرية التنقل. ومع ذلك، تتصدر مسألة تنقل الشباب المحادثات، حيث يواجه ستارمر ضغوطاً للموافقة على برنامج يسمح لمن هم دون سن الثلاثين بالسفر بحرية أكبر بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
فيما تسعى برلين إلى اتفاق شامل للأمن والتعاون، بينما تفضل فرنسا استخدام الاتفاقيات القائمة، ويتوخى ستارمر الحذر في الموافقة على أي مشروع، لمواجهته معارضة داخل حكومته بشأن تأثير البرنامج على أرقام الهجرة.
فعلى صعيد الهجرة، ترغب لندن في إبرام ميثاق أمني متعلق بالهجرة مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما تدعمه فرنسا وألمانيا. لكن يبدو أن بريطانيا غير مستعدة للتوقيع على اتفاق قد يتضمن توزيع المهاجرين أو فرض نظام الحصص.
وقد صرح ستارمر قبل الزيارة بأنه عازم على تجاوز سنوات البريكست وإقامة علاقة مع الاتحاد الأوروبي تكون أكثر براغماتية ونضجا، إلا أن الغموض لا يزال يكتنف المقصود من كلمة “إعادة الضبط” التي يسعى إليها الزعيم البريطاني الجديد في العاصمة الأوروبية.
وتجدر الإشارة إلى أن ستارمر، منذ فوز حزب العمال في الانتخابات، وهو يسعى لأن تلعب بريطانيا دورا أكبر على الساحة الدولية. كما تعهد بتقليل بعض حواجز ما بعد البريكست، مع التأكيد على عدم التراجع عن الخروج من الاتحاد أو إعادة الانضمام إلى السوق الموحدة والاتحاد الجمركي.
المصادر الإضافية • أب