اقتصاد

نشاط قوي للطروحات العامة بالإمارات في الأشهر الـ12 المقبلة

توقعت «فرانكلين تمبلتون» إحدى أكبر شركات إدارة الأصول على مستوى العالم، استمرار النشاط القوي للطروحات العامة الأولية في الإمارات خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، بما يعكس القوة الكلية للسوق، كما توقعت أن يكون هناك توازن أكبر بين إدراجات الشركات الحكومية والخاصة، في ظل استمرار بيئة الاستثمار القوية وتوفر السيولة.

ورأت أن دمج سوق دبي المالي وسوق أبوظبي للأوراق المالية (في حال إقراره) سيكون خطوة استراتيجية، إذ سيمكن إنشاء بورصة موحدة، من خلق سوق أكثر كفاءة، وزيادة السيولة، واستقطاب إدراجات أكبر وأكثر تنوعاً.

سوق مالي مشترك

وقال صلاح شما، رئيس استثمارات الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى شركة فرانكلين تمبلتون للاستثمار في تصريحات خاصة للبيان: إن دمج سوق دبي المالي وسوق أبوظبي للأوراق المالية سيكون خطوة استراتيجية، والمنطق وراء ذلك واضح وبسيط: إنشاء بورصة موحدة يخلق سوق أكثر كفاءة، ويساعد على زيادة السيولة، واستقطاب إدراجات أكبر وأكثر تنوعاً، وتعزيز القدرة التنافسية عالمياً.

وأضاف: إن الدمج يمكن أن يسهم في تبسيط العمليات، وخفض التكاليف من خلال الاستفادة من اقتصاديات الحجم، إضافة إلى تعزيز ثقة المستثمرين بفضل الرقابة التنظيمية الأقوى، ومن شأن مثل هذا السوق المالي المشترك أن يتماشى مع الرؤية الاقتصادية لدولة الإمارات، لتعزيز مكانتها كمركز مالي رائد في المنطقة.

ترقية

وتابع: إن إدراج عدد من الشركات الإماراتية مثل «باركن» و«سبينس» و«أدنوك للحفر» في مؤشر MSCI للأسواق الناشئة يتيح مزيداً من السيولة، خاصةً من متتبعي الصناديق السلبية الذين يستثمرون على أساس مكونات المؤشر، كما يستقطب مجموعةً مخصصةً من المستثمرين الذين أصبح لديهم سبب لمتابعة هذه الشركات عن كثب، وذلك بعد إدراجها في المؤشر الرسمي.

وأردف: من الناحية النظرية، ينبغي أن تؤدي هذه السيولة الجديدة إلى اكتشاف أفضل للأسعار، مع مشاركة مجموعة أوسع من المستثمرين في السوق. وبالنسبة للشركات التي تنجح في طرح أسهمها للاكتتاب العام ثم تكتسب مكانة ضمن المؤشرات، فمن المهم أن تعمل بنشاط على تعزيز إفصاحاتها وتسويق فرص أعمالها لجذب المزيد من المستثمرين النشطين، وهو ما يمكن أن يؤثر إيجاباً على أداء أسهمها.

وتوقع شما تحسن السيولة في أسواق الإمارات بأكملها مع استمرار دبي وأبوظبي في رؤية إدراجات جديدة من قبل شركات حكومية وخاصة.

الملكية الأجنبية

وأفاد شما بأن نسبة الملكية الأجنبية في سوق الإمارات حالياً، باستثناء الجنسيات العربية ومواطني دول مجلس التعاون، تبلغ حوالي 12%، وقد ارتفعت هذه النسبة بشكل مطرد، فمنذ عام 2013، شهدت الملكية الأجنبية نمواً متواصلاً، مدفوعة بترقية سوق الإمارات إلى وضع الأسواق الناشئة في مؤشر MSCI، إضافة إلى تحرير السوق المستمر والإصلاحات الاستراتيجية.

وأوضح أن هذه الترقية وجهود تحرير السوق أدت إلى نمو ملحوظ، خاصة في القطاعات الرئيسية مثل البنوك والعقارات والاتصالات. ورغم تقلبات السوق والتحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد 19»، بقيت المشاركة الأجنبية قوية، ووصلت إلى مستويات جديدة في عامي 2022 و2023، بعد أن خفضت الإمارات قيود الملكية الأجنبية في العديد من الشركات الكبرى. وبشكل عام، أصبح سوق الأسهم في الإمارات وجهةً متزايدة الجاذبية للمستثمرين الدوليين على مدى العقد الماضي.

الاكتتابات العامة

وقال شما: على مدار العامين الماضيين، شهدنا انتعاشاً ملحوظاً في نشاط الطروحات العامة الأولية في الإمارات، مدفوعاً بشكل كبير بجهود الخصخصة التي قامت بها حكومتا دبي وأبوظبي، وقد كانت تجارب الطرح العام الأولي إيجابية بشكل عام لكل من الشركات والمستثمرين، حيث شهدت طلباً قياسياً من المستثمرين المحليين والدوليين، وأداءً قوياً في السوق بعد الطرح.

الشركات العائلية

وأضاف: نود أن نرى المزيد من الشركات الخاصة تدخل السوق في الإمارات، حيث يوفر الإدراج في الأسواق العامة للشركات الخاصة الكثير من الفوائد الرئيسية، بما في ذلك الوصول إلى رأس المال، وزيادة السيولة للمساهمين، وتعزيز المصداقية، كما أنّه يوفر تقييماً شفافاً للسوق، ويسهّل عمليات الدمج والاستحواذ، ويساعد على جذب أفضل المواهب من خلال تعدد خيارات الأسهم. كما تستفيد الشركات العامة من تحسين الحوكمة والانضباط المؤسسي، بما يضمن استمرارية الأعمال، خاصة بالنسبة للشركات العائلية التقليدية مع تطورها. ومع الأداء العام للسوق الداعم وارتفاع التقييمات، أصبحت الشركات الخاصة الآن أكثر تشجيعاً لقياس اهتمام المستثمرين واستكشاف خيارات الإدراج.

الفرص في سوق الإمارات

وأكد أن شركة فرانكلين تمبلتون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحافظ على نظرتها الإيجابية للسوق الإماراتي بشكل عام، حيث تستحوذ الإمارات على مكانة مهمة في مؤشرات الشركة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي، ولذلك تواصل الاستثمار بشكل كبير في صناديقها، ما يعكس الفرص التي حددتها الشركة في مختلف القطاعات داخل السوق.

وأضاف: نواصل جهودنا في البحث عن الفرص في السوق الإماراتي عبر مختلف القطاعات، وذلك في ظل الإصلاحات الإيجابية والاستثمارات الكبيرة في الدولة، فقد أعلنت كل من دبي وأبوظبي عن خطط طموحة لتنمية وتنويع اقتصادهما، وقد لاقت هذه الخطط استحساناً واسعاً من المستثمرين ومجتمع الأعمال على حد سواء.

وأشار شما إلى أن النمو السكاني المتفوق على المعدلات السائدة يعتبر عنصراً متكرراً في استراتيجيتنا الاستثمارية، مما قد يسهم في تعزيز الاستهلاك والاستثمار على المدى المتوسط.

وذكر أنه بشكل عام، تظل تقييمات السوق في الإمارات جاذبة مقارنةً بأسواق دول مجلس التعاون الخليجي والأسواق الناشئة الأوسع، مما يعزز استمرار تدفقات الاستثمارات إلى السوق.

آفاق القطاع المصرفي

وعلى صعيد متصل، قال شما إن القطاع المصرفي في الإمارات استفاد من الظروف القوية للسوق والتدفق الكبير للسيولة، حيث تظل الميزانيات العمومية للبنوك الإماراتية قوية، مع وجود رأس مال وسيولة وفيرة.

وأضاف: يستمر نمو القروض في التفوق على الاتجاه العام، خاصةً بالنسبة للبنوك التي تركز على قطاع التجزئة، والتي تواصل الاستفادة من تدفق المغتربين إلى الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى