إيكونوميست: هل أخطأ نصر الله تقدير رد فعل إسرائيل؟
قال تقرير في إيكونوميست إن زعيم حزب الله حسن نصر الله قد أخطأ في حساباته بصراعه المستمر مع إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة، إذ تصاعد ما كان من المفترض أن يكون مهمة دعم محدودة للقطاع إلى صراع قد يمتد ليشمل لبنان كله.
ووفق تقرير المجلة البريطانية، كان هدف نصر الله الضغط على إسرائيل لوقف حربها في غزة ولكن ذلك أتى بنتائج عكسية إذ تحولت الإستراتيجية الإسرائيلية لمواجهة حزب الله لتصبح أكثر شراسة بهدف “إجباره على وقف إطلاق النار على شمال إسرائيل وسحب مقاتليه من الحدود”.
وكانت نقطة التحول في يوليو/تموز 2024 عندما اغتيل القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر، وتوالت الهجمات بعد ذلك، فشنّت إسرائيل عملية تفجيرات “البيجر” المدمرة في منتصف سبتمبر/أيلول والتي شلت اتصالات الحزب، وأتبعت ذلك بغارات جوية مكثفة نتج عنها مقتل نحو 500 شخص حتى الآن، فيما عده التقرير “أكثر الأيام دموية منذ الحرب الأهلية اللبنانية”، كما اغتالت القوات الإسرائيلية القيادي العسكري الكبير في الحزب إبراهيم عقيل، وقادة قوة الرضوان التابعة له.
وبرأي التقرير، يعيش نصر الله وحدة موحشة داخل الحزب الآن، فقد قتل العديد من حلفائه الرئيسيين، كما أن هناك شكوكا بوجود خونة في الحزب، إذ لم يكن لعمليات التفجير التي طالت الحزب خلال الأسبوعين الماضيين أن تنجح لولا تلقي إسرائيل مساعدة داخلية.
وفي السياق نفسه، يرى التقرير أن الأحداث الأخيرة أضرت بسمعة حزب الله الذي كان يعد حامي شيعة لبنان، إذ يشعر الكثير من اللبنانيين الآن -والذين يعانون بالفعل تحت وطأة أزمة اقتصادية- بالسخط جراء جرهم لصراع يعتقدون أن حزب الله لا يستطيع الانتصار فيه، وما يزيد الأمر تعقيدا هو أفواج النازحين المستمرة والتي ضمت عشرات آلاف المتضررين من الضربات الإسرائيلية جنوبي وشرقي لبنان، وفق التقرير.
وأبرزت الإيكونوميست، من ناحية أخرى، تردد إيران الواضح في التدخل على الرغم من كونها الداعم الرئيسي لحزب الله، إذ أكد مسؤولون إيرانيون أن على الحزب أن يدافع عن لبنان بمفرده، وأرجع التقرير ذلك لمخاوف المسؤولين من التسبب في المزيد من الهجمات الإسرائيلية على أرضهم، خصوصا أنهم لم يردوا بعد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية.
ومن غير المرجح، حسب ما جاء في نهاية التقرير، أن يحقق أي من حزب الله وإسرائيل مكاسب حقيقية من استمرار التصعيد، وقد تكون الهدنة، على الرغم من أنها “محرجة” لنصر الله، الطريقة الوحيدة لتجنب المزيد من الدمار والانخراط بحرب لا طائل منها.