اقتصاد

محاولات إنتاج طائرات رجال أعمال أسرع من الصوت تصطدم بنقص التمويل

كان مفهوم الطيران الأسرع من الصوت موضوعاً لكثير من الأبحاث والتطوير منذ تقاعد «كونكورد» في عام 2003. وقد كانت هذه الطائرة مرادفة للسرعة والأناقة، ما جعل الولايات المتحدة وأوروبا أقرب إلى بعضهما البعض. وتتجنب كبرى شركات تصنيع طائرات الركاب في العالم الدخول في هذا المجال بسبب كلف التطوير الباهظة، ومحدودية الإقبال على هذه الطائرات بسبب كلف التشغيل الباهظة.

ومع ذلك، فإن الطيران الخاص هو قطاع آخر، حيث قد تكون الرحلات الأسرع من الصوت مناسبة تماماً له، لأن المسؤولين التنفيذيين وأصحاب الأعمال يعتمدون على الطائرات الخاصة لإنجاز أعمالهم بكفاءة أكبر والتنقل بين مدينة وأخرى في اليوم نفسه، في حين قد يستغرق الأمر أياماً عدة عند استخدام الطيران التجاري، خصوصاً وأن شركات الطيران تعمل وفقاً لجداول زمنية محددة ويمكن أن تكون عرضة للتأخير والإلغاء، وهو أمر أقل شيوعاً في الطيران الخاص.

وذكر موقع «سيمبل فلاينغ» المتخصص في الطيران أنه على الرغم من أنه لا يتم إنتاج أي طائرة أسرع من الصوت، تجارية أم خاصة، في الوقت الحالي، فإن هناك بعض النماذج قيد التطوير والتي يمكن أن يتم إنتاجها تجارياً في المستقبل. ومن بين هذه النماذج طائرة «إيريون أيه إس 2» التي تعمل بطاقم مكون من شخصين وما بين 8 إلى 11 راكباً؛ وتبلغ سرعة هذا النموذج 1487 كيلومتراً في الساعة مع مدى طيران يصل إلى 7800 كيلومتر.

كما تعمل شركة «بوم سوبرسونيك» على تطوير نموذج طائرة رجال الأعمال «أوفر ترو» التي تبلغ سرعتها القصوى 1700 كيلومتر في الساعة، ما يعني تقليص وقت الرحلة بين ميامي ولندن إلى 3 ساعات و30 دقيقة فقط، مقابل 8 ساعات في رحلات طائرات الركاب التجارية و6 ساعات باستخدام أسرع طائرة خاصة في السوق اليوم وهي «جلف ستريم جي 700».

لكن هناك عقبات وتحديات ضخمة تواجه مصنعي طائرات الأعمال الأسرع من الصوت، فمنذ إعلان الشركة المصنعة لطائرة «إيريون أيه إس 2» عن بدء اختبار نفق الرياح على طائرتها في عام 2020 تم تأجيل أول رحلة للطائرة إلى عام 2024 ثم إلى عام 2025. وقد أتاحت اختبارات نفق الرياح، التي بلغت سرعاتها 3 ماخ، إجراء تقييمات الأداء عالية السرعة، والأحمال، وقياسات الاستقرار، والتحكم في السرعات فوق الصوتية وفوق الصوتية لاستكمال مراجعة التصميم الأولية.

وقد استثمرت الشركة أكثر من 500 مليون دولار في تطوير الطائرة، لكن التكلفة الإجمالية للتطوير تقدر بنحو 5 مليارات دولار، ما أدى إلى توقف عمليات التطوير، ومن غير المعروف إن كانت الشركة ستتمكن من توفير التمويل لاستكمال تطوير طائرتها الأسرع من الصوت، الأمر الذي يثير تساؤلات عما إذا كان العالم سيشهد إنتاج هذه الطائرات بشكل تجاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى