اقتصاد

«بالميد» رمز جديد للابتكار والاستدامة

في دولة الإمارات تعتبر أشجار النخيل رمزاً للتراث الثقافي، لكنها اليوم بفضل شركة «بالميد»، وغيرها من الشركات، باتت رمزاً جديداً للابتكار والاستدامة.

وتعتبر «بالميد» أول شركة إماراتية تعمل على تحويل سعف النخيل، الذي كان يهمل أو يحرق، إلى أدوات مائدة قابلة للتحلل الحيوي، لتقدم بديلاً صديقاً للبيئة عن المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، بل أصبحت موجودة في أسواق المنطقة.

وقالت لميس الهاشمي، الشريك المؤسس لشركة «بالميد» لأدوات المائدة القابلة للتحلل: إن البنية التحتية المتقدمة في الإمارات والبيئة المثالية الداعمة للابتكارات، والاستثمارات الكبيرة في تطوير الصناعات المستدامة، شكلت أرضاً خصبة لنجاح مشروع «بالميد»، ففي ظل الطلب المتزايد على المنتجات الصديقة للبيئة، وجدت أدوات المائدة التي تنتجها الشركة مكانها الطبيعي في السوق المحلي بل والإقليمي.

وأضافت: بدأنا كمشروع بحثي في عام 2018، ثم أسسنا رسمياً الشركة في يونيو 2019، وتم شراء كل المعدات والمستلزمات بتمويل ذاتي لإنشاء مصنع متكامل لهذه الأدوات في مجمع دبي للاستثمار، ومنذ ذلك الحين أصبحت «بالميد» أول شركة إماراتية متخصصة في مجال تصنيع المواد البلاستيكية القابلة للتحلل، لكن بعد ذلك واجهنا تحدياً كبيراً، هو جائحة «كوفيد 19»، الأمر الذي اضطرنا للتوقف عن الإنتاج لفترة محدودة مع مواصلة العمل على تطوير المنتجات.

وأردفت: بعد تجاوز التحديات كافة التي فرضتها الجائحة على الأسواق المحلية والعالمية، أصبحنا نشهد نمواً في الطلب على منتجاتنا مع زيادة الوعي بأهمية استخدام المواد الصديقة للبيئة، وأصبحت منتجاتنا تصل إلى الأسواق الخارجية، مثل الكويت والبحرين، إضافة إلى السوق الإماراتي.

وتابعت: نصنع أدوات تناول الطعام التي تستخدم لمرة واحدة فقط، مثل: الشوك والملاعق والسكاكين، التي تشابه البلاستيك من حيث أغراض الاستعمال، لكنها قابلة للتحلل الحيوي، وهي صديقة للبيئة، مشيرة إلى أن المواد المستخدمة هي النفايات الحيوية لشجرة نخيل التمر مع البوليمرات الأخرى القابلة للتحلل المستخرجة من قصب السكر أو الذرة، وتمتزج بها هذه المواد مع بعضها لتشكيل مادة جديدة صديقة للبيئة.

وواصلت: نعمل على تطوير منتجاتنا بشكل مستمر وابتكار منتجات جديدة، مثل الأكواب وحافظات الطعام وغيرها، لا سيما مع حصولنا مؤخراً على دعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ونستعد لمرحلة جديدة من النمو والتطور في ظل تزايد الطلب على المنتجات الصديقة للبيئة في الإمارات، بالتوازي مع التشجيع المستمر من قبل مختلف الجهات.

وتأمل لميس الهاشمي أن تصبح «بالميد» رائدة على المستويين المحلي والإقليمي في تقديم حلول بيئية متعددة تعزز من الاقتصاد الدائري وتسهم في حماية كوكب الأرض، عبر تعزيز حصة هذه المنتجات الصديقة للبيئة والقابلة للتحلل في مختلف الأسواق على حساب المنتجات التي تسهم في زيادة البصمة الكربونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى