الكويت

«حماية البيئة»: هبوب الرياح يزيد أعداد الجوارح والنسور في الكويت

عقب فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية الكويتية لحماية البيئة على تأثير الظواهر والعوامل الجوية والطبيعية على هجرة الطيور، والتي مرت بها البلاد أخيرا، مؤكدا انه بالإشارة إلى حالات ارتفاع الرطوبة أو هبوب الرياح المعاكسة فإن أعداد الطيور المهاجرة تكون أقل بكثير مقارنة بالظروف المثالية.

وقال رئيس فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية الكويتية لحماية البيئة محمد شاه في تصريح صحافي: تؤثر هذه العوامل بشكل مباشر على تحديد أوقات حركة الطيور أثناء الهجرة، ويلاحظ الراصدون هذا الأمر بشكل واضح، فبعد هبوب الرياح الشمالية في فصل الخريف، يتم رصد أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة، مثل الجوارح والنسور، والتي تعتمد بشكل أساسي على الرياح في طيرانها، فهي لا ترفف كثيرا كالطيور الصغيرة لكبر أجنحتها، وإنما تبسطها وتستغل الهواء الساخن الذي ينبعث من الأرض إلى الأعلى، فتستخدمها لترتفع بها عاليا وهي تحوم بشكل دائري.

وتابع شاه: تعتبر هجرة الطيور من الظواهر الطبيعية المذهلة التي تحدث في عالمنا، وتعد الكويت واحدة من المحطات الأساسية للطيور المهاجرة بسبب موقعها الاستراتيجي في شمال غرب الخليج العربي، ويحتضن هذا الموقع ثلاثة مجالات للطيور، المجال الآسيوي والأوروبي وكذلك أطراف من المجال الهندي.

ولفت إلى أن أغلب الطيور غير المائية القادمة من آسيا الوسطى وسيبيريا لا تفضل عبور البحار، وتفضل المرور بالكويت مبتعدة عن عبور البحر، حيث تمر بأجواء الكويت العديد من الأنواع المختلفة من الطيور خلال رحلاتها الموسمية في فصلي الخريف والربيع، فتواجه هذه الطيور المهاجرة العديد من التحديات خلال رحلتها في الذهاب إلى الجنوب في فصل الخريف، والعودة إلى مواطن تفريخها في الشمال خلال فصل الربيع.

من جانبه، لفت عضو الفريق محمد الحضينة إلى أن الرطوبة تلعب دورا سلبيا في تأثيرها على الطيور المهاجرة، فزيادة نسبتها في الجو تعيق عملية الطيران، حيث تجعل الهواء أكثر كثافة، ما يزيد من الجهد المطلوب للطيران والذي بدوره يقلل من كفاءة رحلتها ويزيد من معدلات الإرهاق والتعب، وكذلك الرياح المعاكسة تؤدي إلى إبطاء حركة الطيور وزيادة استهلاك طاقتها بشكل كبير، ما قد يجبرها على البقاء في مكان واحد لفترات طويلة، بينما الرياح الخلفية تدعم حركتها وتساعدها على الطيران لمسافات أطول بمجهود أقل.

وأضاف الحضينة: في بعض الأحيان تضطر الطيور إلى الهبوط وعدم إكمال رحلتها، وذلك للحفاظ على نسبة الدهون المخزنة في جسمها والتي تحرقها خلال الطيران لمسافات طويلة وتبقى إلى أن تتحسن الظروف الجوية وتنخفض نسبة الرطوبة، وتستطيع الطيران دون جهد إضافي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى