منوعات

حديث العقل والقلب

في نبرة صوت الإنسان دليل على ما يفيض به قلبه من العواطف، وما يموج في حنايا صدره من المشاعر، استمع أبناء شعب الإمارات لتسجيل صوتي بصوت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، فاستمعوا إلى نبرة الصدق والمحبة التي تعمر قلب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، تجاه أبناء شعبه عموماً، وتجاه أبنائه من طلبة المدارس والمعلمين على وجه الخصوص، ولعمر الحق إن فيها لذكرى من صوت ذلك القائد الباني الحكيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، فكان بو خالد خير خلفٍ لخير سلف، فطوبى لشعب الإمارات بهؤلاء القادة الذين يحوطون أبناء الوطن في جميع مواقعهم بهذا الصفاء القلبي النادر، وهذه الرعاية التي يغبطنا عليها كثير من الشعوب.

خاطب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أبناءه الطلبة وجميع العاملين في قطاع التعليم قائلاً: «أبنائي وبناتي الطلاب وجميع العاملين في قطاع التعليم في الدولة، أهنئكم بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد».

ففي هذه الكلمات تعبير عن قرب القائد من أبناء شعبه حين يخاطبهم بهذه اللغة الدافئة الدالة على مبلغ اهتمام رئيس الدولة بتحفيز أبناء شعبه ولا سيّما القطاع العامل في مجال التعليم لكي يكون في قمة الجاهزية النفسية وهو يستقبل العام الجديد، ويستقبل هذه التهنئة الصادقة من لدن صاحب السمو وقائد الوطن الذي لا ينسى أبناءه من الطلبة والمعلمين في هذا اليوم الفاعل من حياتهم، فيتحدث إليهم بهذا الحديث تأكيداً على عمق حضورهم في عقله وقلبه، وأن رهانه عليهم لا يمكن أن يتراجع عن سلم أولوياته. 

«عيالي: بداية أريد من كل واحد منكم أن يكون قدوة طيبة في مدرسته وبيته، قدوة في احترام وتقدير معلّميكم ووالديكم».

من بين جميع الشعوب يمتاز شعب الإمارات بأنهم «عيال زايد» وها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يؤكد على العمق الروحي لهذا الشرف الذي فاز به الإماراتيون من قلب قائدهم الباني وأبنائه وارثي قلبه ومجده وحكمته وحزمه وشجاعته، فيطلب صاحب السمو رئيس الدولة من أبنائه أن يكونوا قدوة طيبة يقتدي بها الناس في فعل الخير وخدمة الوطن والقيام بالواجب على أكمل وجه، وأن يكون ذلك في مكان عملهم في المدرسة والبيت كي يكونوا نماذج صالحة يقتدي بها الآخرون حين يرون منهم هذا البر والتوقير والاحترام للمعلمين والوالدين، فتنمو الأخلاق الإيجابية داخل المجتمع حين يصبح الاحترام ثقافة وسلوكاً.

«أبنائي وبناتي: أنتم مستقبل هذا الوطن، والتعليم عنصر أساسي في مسيرة تنمية بلادنا وحاضرها ومستقبلها»، بعد التهنئة والوصية يلتفت القائد إلى أخلاقية الواجب والتذكير بأهمية المهمة وشرفها، فالتعليم بكلا طرفيه: الطالب والمعلم هو ضمانة مستقبل الوطن لأن على عاتق الأجيال الشابة تنهض الأوطان التي تستلهم الحكمة من القيادات المتمرسة، فالتعليم هو العنصر الأساسي الذي لا تقوم نهضة البلاد إلا عليه، وهو ضمانة الحاضر والمستقبل، وكل قائد مستبصر يفكر دائماً بتوظيف طاقات الشباب المندفعة نحو التعلّم وتجسيد الآمال والرغبات من أجل مستقبل البلاد ولكن ذلك مرهون بالتعلّم الصحيح، واحترام هذه المرحلة المهمة من حياة الإنسان في بناء الذات وصقل الشخصية، وتزويدها بالقيم الأخلاقية والعملية لبناء الوطن والإنسان.

«واليوم أصبحت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أدوات مهمة في تطوير العملية التعليمية، لكن الأهم أنكم تستخدمونها بمسؤولية ووعي لتحقيق الفائدة المرجوة منها»، في هذا المقطع من حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يلفت الأنظار إلى أن العملية التربوية متطورة وأنها ليست جامدة على المعطيات القديمة، ومن هنا فإن رئيس الدولة يدعو إلى التوظيف الذكي الرشيد لكل منجزات الحضارة الحديثة من التقنيات التكنولوجية وثمرات الذكاء الاصطناعي الإيجابية لأنها بحسب عبارة رئيس الدولة أدوات مهمة في تطوير العملية التعليمية، لكنه يحذر من مغبة استعمالها على غير بصيرة بحيث تصبح أداة هدم وإفساد، بدلاً من أن تكون أداة تحفيز وتوسيع للعقول والمدارك، ومن هنا يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على ضرورة الاستخدام الواعي لهذه التقنيات الحديثة لتحقيق الغايات والأهداف والفوائد المرتجاة منها.

«ومن المهم أن نركز على التعاون بين الأسر والمدارس، فتكامل الأدوار بين أولياء الأمور والمعلمين يسهم في توفير بيئة مناسبة لنجاح أبنائهم»، ولكي لا تظل العملية التربوية حبيسة الجدران والمدارس يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على الأهمية القصوى للتعاون بين أولياء الأمور وبين إدارات المدارس لأن في هذا التعاون ثمرات ناضجة تعود بالنفع والخير على العملية التعليمية، وتوثق روابط التعاون بين مختلف الأطياف الفاعلة في تربية الأجيال مما يؤدي إلى تكامل الجهود وعدم بقاء المؤسسة التعليمية هي المسؤولة وحدها عن بناء الفكر والوعي والأخلاقية الاجتماعية لدى أبنائنا الطلبة، ومن هنا جاء التأكيد على هذا المطلب من لدن صاحب السمو لما له من دور كبير في نجاح العملية التربوية بجميع معطياتها.

«أريد التأكيد على التربية والحفاظ على قيمنا المستمدة من موروثنا الإماراتي الأصيل، وأن تكون هذه القيم هي البوصلة التي توجّه سلوكنا، سواء عبر الإنترنت أو في حياتنا اليومية»، ثم كانت هذه اللمسة الأخلاقية الرائعة في حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد حين أكد على المحتوى الأخلاقي للعملية التربوية مؤكداً على ضرورة الحفاظ على هذا الموروث القيمي الأصيل الذي يتغلغل في صميم الشخصية الإماراتية التي تحترم الفضائل وتسعى في ترسيخها، وتأنف من الرذائل وتعمل على تجفيف ينابيعها، لأن امتلاك الحس الأخلاقي والقيمي في الحياة هو البوصلة الصحيحة نحو تحقيق الأهداف، وأن يكون ذلك ثقافة يعيشها الإنسان الإماراتي أينما كان موقعه في البيت أو على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبموازاة هذا الحديث الكبير من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يعبّر عن حفاوته القلبية بهذا اليوم الأغر في مسيرة الوطن، ويتحدث بصوته إلى أبنائه الطلبة في المدارس والكليات والجامعات، ويكتب تغريدة على حسابه مفعمة بالأمل والدفع نحو نداء الحياة قال فيها: «أبنائي وبناتي الطلاب في المدارس والكليات والجامعات: أبارك لكم عامكم الدراسي الجديد، بداية الدراسة في الدولة هي بداية لروح جديدة في بلادنا».

بهذا النداء الأبوي النابع من قلب القائد يخاطب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أبناءه في جميع مراحل الدراسة مباركاً لهم بداية العام الدراسي الجديد الذي يعني الكثير بالنسبة لدولة الإمارات التي ترى فيه بداية لروح جديدة، ومعلوم أن الروح هي سر الحياة في كل الكائنات، فكأن مراد صاحب السمو أن حياتكم الحقيقية أيها الأبناء هي في طلب العلم، والمسارعة إلى مقاعد الدراسة لأن العلم هو نور القلوب والدروب.

«نتفاءل بكم ونتفاءل بمدارسنا المليئة بالنشاط وبالحياة، ندعوكم للجد والاجتهاد والعزيمة، ندعوكم للعلم والقراءة والمذاكرة»، في هذا المقطع من حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يبث روح العزيمة في النفوس حين يفصح عن روح التفاؤل التي تسكن قلبه حين يرى مدارس الوطن تضج بالحياة ويعلو فيها صوت الأمل على كل صوت، وتكون مسكونة بالحياة في مقابل الخواء، فلذلك أبناؤه الطلبة في مختلف مراحلهم العمرية ومواقعهم الدراسية للمحافظة على هذا الإيقاع الذي يبث الأمل في النفوس، ويحثهم على المزيد من العلم والمذاكرة والقراءة الواعية لأنها هي السبيل لإنضاج شخصياتهم وصقل ملكاتهم، فالواجب الحرص على الوقت الثمين وإنفاقه في هذا النشاط الذي هو مهمتهم الأساسية في هذه المرحلة من أعمارهم السعيدة.

«جهودكم اليوم يا أبنائي هي التي نراهن عليها لبناء غدٍ أفضل لبلادنا بإذن الله»، وتعزيزاً للثقة في نفوس هؤلاء الأبناء الذين يحبهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يؤكد لهم أن جهودهم هي معقد الأمل والرجاء، وعليها سيكون الرهان في صناعة المستقبل وبناء غدٍ أفضل لهذا الوطن الحبيب الذي يستحق كل بذل وعطاء، داعياً لهم المولى سبحانه بأن يحفظهم متمنياً لهم عاماً دراسياً مفعماً بالنجاح والتوفيق بإذن الله. 

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد نشر كلمة على حسابه الشخصي في وسائل التواصل الاجتماعي بمناسبة بداية العام الدراسي قال فيها: «بداية العام الدراسي بداية لحياة جديدة في مجتمعنا، وانطلاقة لمسيرة علمية لأبنائنا، ورحلة جديدة في بحور العلم والمعرفة لطلابنا».

ففي هذا المقطع من هذه التغريدة الثمينة ترسيخ لقيمة الدراسة في حياة المجتمع، وأن انطلاق الطلاب إلى مقاعد الدراسة والتحصيل هو في جوهره انطلاق لعجلة الحياة وروح العمل، وإبحار في سفينة المعرفة لقطف أبهى ثمار العلم لتحقيق التجديد والارتقاء بمجتمع يراهن على وعي أبنائه وعزيمتهم القوية في صنع المستقبل المشرق للوطن. 

«نتفاءل ببداية العام الدراسي، ونتفاءل بمدارسنا المليئة بكوادرنا المستقبلية التي نراهن عليها، ونتفاءل بعام أكاديمي جديد يحمل الخير والعلم والازدهار لنا جميعاً بإذن الله»، ثم كانت هذه الخاتمة المعطّرة بعطر التفاؤل وبث روح الأمل في هذه النفوس المقبلة على الحياة، فهم مصدر التفاؤل وسرّه، وهم الذين يملؤون مدارسنا بالأمل والنشاط والحيوية، وهم الجنود الذين يتم إعدادهم وتدريبهم من أجل رفع لواء الوطن في جميع مرافق الحياة، وهم الذين يستحقون هذه الطاقة الكبرى من التفاؤل والدعاء لهم بعام أكاديمي حافل بالخير والنور والعطاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى