منوعات

مكافآت

سأل أحدهم شخصاً يطلق على نفسه مدرب حياة، كيف يمكنني أن أكافئ نفسي؟ بعد جهد ولفّ ودوران قال له: ابحث عما تحب وافعله! أظننا في معظمنا نفعل ذلك دون اللجوء لمدربي حياة ولا مدربي قتال، فالإنسان الطبيعي إذا أراد أن يسعد نفسه (أو في رواية أخرى يكافئ نفسه) فإنه يبحث عما يسعده ويفعله!

السؤال الأهم هو: ما الذي يسعدك؟ وهل تستطيع أن تفعله دائماً كلما شعرت أن نفسك بحاجة لمكافأة مستحقة؟ وصدقوني لا علاقة للأمر بصعوبة وتكلفة ما ستفعله، ولكن باستعدادك وتقبل محيطك وظروفك ومن معك لهذا الذي تريد أن تفعله! فحتى خروجك للمقهى القريب يحتاج إلى ظروف ميسرة رغم أنه يبدو في ظاهره تحركاً بسيطاً لا يحتاج لأي كلفة!

يروج مشاهير وسائل التواصل اليوم، وعبر رسائلهم اليومية، أنه يكفي أن يكون لديك أموال لتكون سعيداً، وأن تسافر إلى مدن ومناطق الساحل الإيطالي، بينما يعلم هؤلاء أن هناك من لم يركب طائرة إلا للذهاب للعمرة ربما، وينصحونك لتكون سعيداً ولتكافئ نفسك بقائمة مطاعم في ميلانو وإسطنبول وفيينا وسويسرا و… لهؤلاء نقول مهلاً، إن الناس لم تعد تطيق هذا الاستفزاز، فدعوهم يبحثون عن مكافأتهم على طريقتهم!

لن أدعي أن المال غير ضروري، إنه في غاية الضرورة لتسير الحياة بسلاسة وبشكل جميل، ولكن هناك ضوابط واعتبارات ومعادلات دائماً، وهناك من يملك من المال الكثير لكنه لا يعرف كيف يدبره كما ينبغي، لذلك فما على الراغب في مكافأة نفسه إلا أن يعرف ما يحبه ويفعله، ولكن دون أنانية مفرطة، كمشاهدة فيلم يحبه، طعام يود أن يتناوله، أو يعده صحبة أناس يحبهم، رياضة يمارسها أو يتفرج عليها، يخرج من منزله ويقطع عزلته ليذهب إلى أي مكان متاح للجميع، يشتري شيئاً لطالما حلم به، ليس من الضروري أن يكون ساعة بـ 50 ألفاً، قد يغير سريره بسرير جديد، أو يشتري حقائب سفر جديدة!

نحن كذلك نسعد بالتغيير، بتجديد الوجوه والمناظر والهواء حولنا، نحن نسعد بالكلمات واللقاءات لا بتصوير السعادة وعرضها على الآخرين!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى