منوعات

عودة إلى «نظرية المؤامرة»

ساحة المعركة المحتدمة الآن بين الروس والأوكرانيين قريبة من منشآت شديدة الخطورة إذا تطاير «الشرر» نحوها، وكلنا نعلم بأن نيران الحرب لا تكتفي بالمواجهة العسكرية، بل تتعداها لتشمل كل ما يقف فوق الأرض، وفي «كورسك» وما حولها مفاعلات نووية، أي تسريب يحدث نتيجة قذيفة طائشة أو متعمدة سيلحق الأذى بأوروبا وليس بالدولتين المتنازعتين فقط.

وهنا، نقف، ونتفكر، ونسأل أصحاب «نظرية المؤامرة»، فقد نجد عندهم الإجابة عن الاستفسارات الكثيرة التي عجزنا عن فهمها، فالأوروبيون الكبار، هم المصدر الأول لسلاح أوكرانيا، وبالعامية «هي من يغذي نار الحرب»، رغم أنهم سيكونون أول المتضررين لو دمرت المفاعلات وتسرب منها الإشعاع، فهل هؤلاء غافلون؟ أم هم عاجزون عن مواجهة من يدفعون هذه الحرب نحو التمدد؟

هنا تتفتق أذهان المؤيدين لنظرية المؤامرة «ويبصمون بالعشرة» بأن هناك طرفاً خفياً، غير منظور، وغير مسموع، وغير معروف، يفضلون الإبقاء على هويته مجهولة، حتى لا يلتفت إليهم أحد، فالمنظرون أعداء العلانية، هم رسموا حدوداً وهمية لأنفسهم، لا يتجاوزونها حفاظاً على حياتهم، ولكنهم يقولون ما يريدون في المجالس والقاعات الموصدة أبوابها، ويشيرون إلى ذلك الطرف، ولا ينطقون باسمه، يقولون بأنه سيكون المستفيد الوحيد من دمار يؤخر روسيا وأوروبا 20 عاماً وأكثر، وهو طرف قوي، ربما عسكرياً، وربما اقتصادياً، وهو باحث عن السيادة المنفردة للعالم، ويعتقد بأنه الأذكى، لهذا يتلاعب بحلفائه!

وإذا أردت أن تعرف بعض ملامح ذلك الطرف الذي يرسم خريطة المؤامرات الدولية، ويوزع الأدوار، ويحول شخصيات ضعيفة إلى قيادات باسم الديمقراطية والانتخابات النزيهة، وينشر الاضطرابات داخل الدول، والصراعات بين الجيران، يقدمون لك إجابات لو فكرت فيها قد تقتنع بكلامهم، وتقف مطولاً أمام نشرات الأخبار التلفزيونية، وتكتشف بأن الطرف الذي يعبث بالعالم قد يكون دولة، وقد يكون «حكومة خفية»، وقد يكون «محفلاً» سرياً، وقد يكون من يملك خزائن البنوك ومؤسسات التمويل!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى