منوعات

قصة ساحر الكمان أحمد الحفناوي

في الخامس من أغسطس الجاري حلت الذكرى الثالثة والأربعون لرحيل عازف الكمان المصري الساحر أحمد الحفناوي.

حيث إنه توفي في ذلك اليوم من عام 1990 بعد رحلة طويلة في عالم الإبداع الموسيقي بدأت في عام 1936 بعد تخرجه من «معهد فؤاد للموسيقى العربية»، ضمن الدفعة التي ضمت عبد الحليم نويرة وفريد الأطرش، حيث تولى تدريسه العزف على الكمان في المعهد المذكور أساتذة كبار من أمثال «داجوليو» و«أرمنياك»، وهما أساتذة كل عازفي الكمان في مصر وإيطاليا.

تقول سيرته الذاتية أنه ولد في القاهرة في 14 يونيو 1916، لأب كان يصنع الآلات الموسيقية ويبيعها من خلال دكان. وقتها كان الفتى الحفناوي يتردد على دكان والده في أوقات فراغه فلاحظ أبوه انبهاره بأداء كبار العازفين المترددين على دكانه.

فشجعه على تعلم الموسيقى وأحضر له مدرساً خاصاً لهذا الغرض بعد أن اختار العزف على آلة الكمان ثم ألحقه، باقتراح من الموسيقار محمد القصبجي بمعهد الاتحاد للموسيقى بحي عابدين. كان هذا قبل أن يلتحق بمعهد فؤاد للموسيقى العربية. أما بعد تخرجه فقد ساعده الموسيقار محمد القصبجي في الانضمام لفرقة المطربة نادرة التي كان القصبجي يلحن لها آنذاك.

مقالات ذات صلة

وهكذا بدأ الحفناوي حياته عازفاً للكمان مع المطربة نادرة، ثم مع مطربة القطرين فتحية أحمد بأجر خمسة قروش. ثم عزف مع فريد الأطرش عندما غنى الأخير لأول مرة بالإذاعة بأجر عشرة قروش، حيث كان أجر الفرقة كلها مع أجر فريد وقتذاك 100 قرش.

أما عزفه خلف كوكب الشرق أم كلثوم لأول مرة فقد كان في أغنيتها «يا نجم مالك حيران» من كلمات رامي وألحان محمد القصبجي على مسرح الأزبكية سنة 1938. وقتها سألته عن أجره فقال 10 قروش فأعطته أم كلثوم جنيهاً كاملاً، فأخذ يبحث في جيبه عن 90 قرشاً ليردها لها فقالت له خلي الباقي عشانك. وتكرر ذلك حينما عزف خلفها في أغنية «النوم يداعب عيون حبيبي» التي تعد أول عمل بين أم كلثوم ورياض السنباطي.

بعد ذلك، ومنذ أن غنت أم كلثوم «حب إيه» في عام 1960 من ألحان بليغ حمدي إلى حين وفاتها ظل الحفناوي يشكل ضلعاً أساسياً في رباعي العباقرة الذين قادوا فرقة كوكب الشرق وهم: محمد القصبجي على العود ومحمد عبده صالح على القانون، وإبراهيم العفيفي على الرق، وأحمد الحفناوي على الكمان.

ومع رحيل العباقرة تباعاً منذ أواخر الخمسينيات، عاش الحفناوي الأطول عمراً وحيداً، فأسس بعد وفاة أم كلثوم سنة 1975 فرقة موسيقية خاصة به، وراح من خلالها يعيد تسجيل روائع الألحان الأصيلة، ويقوم بالأداء المنفرد العبقري على الكمان لبعض الألحان الخالدة التي قدمها زكريا أحمد ومحمد القصبجي ورياض السنباطي ومحمد الموجي وبليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب وسيد مكاوي لأم كلثوم. ولعل من أشهر مقاطع العزف المنفرد للحفناوي مقدمات أغاني «جددت حبك» و«ذكريات» و«شمس الأصيل» و«هو صحيح الهوى غلاب» و«لا يا حبيبي».

والمعروف أن الحفناوي أسس في ستينيات القرن العشرين فرقة بقيادته كانت تابعة لإدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة، وهي فرقة تم حلها بعد هزيمة يونيو 1967. كما أنه عمل عازفاً للكمان في فرقة الإذاعة المصرية تحت قيادة كل من عبد الحليم نويرة وإبراهيم حجاج، ثم عمل كعازف أول في الفرقة الماسية تحت قيادة أحمد فؤاد حسن.

إلى ذلك عمل في ليبيا والسعودية وقطر. ويذكر للحفناوي قيامه بدور أساسي في إتمام لقاء «السحاب» الأول بين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب.

حيث كان يعمل معهما ويجد الاحترام منهما، وهو ما أثمر عن ميلاد أغنية «انت عمري» بعد بروفات وتدريبات استغرقت 3 أشهر في منزل أم كلثوم، ثم سجلت الأغنية لشركة صوت القاهرة. وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أن الحفناوي كان أحد ثلاثة يعتمد عليهم عبد الوهاب في تسجيلاته الموسيقية في الاستوديو. والآخران هما أنور منسي وعطية شرارة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى