رياضة

اللجنة الأولمبية تنصف الملاكمة الجزائرية إيمان خليف

أصدرت اللجنة الأولمبية بيانا تؤكد فيه أهلية الملاكمة الجزائرية إيمان خليف للمشاركة في أولمبياد باريس 2024 بعد اتهامات طالتها تشير إلى أنها متحولة جنسيا.

ودافع المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية، مارك آدامز عن مشاركة الملاكمة الجزائرية في مؤتمر صحفي، الجمعة، قائلا إنها “وُلدت أنثى، وهي مسجلة أنثى، وعاشت حياتها كأنثى، وتُلاكم كأنثى، ولديها جواز سفر أنثى”.

وأضاف: “هذه ليست قضية تتعلق بالتحول الجنسي”.

وتجاوزت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف منافستها الإيطالية أنجيلا كاريني عندما انسحبت الأخيرة من نزالهما في دور الـ16 لوزن 66 كيلوغراما بعد 46 ثانية من بداية الجولة الأولى عندما تلقت لكمة قوية في الأنف أمس الخميس.

وأشار مدرب كاريني إلى أنها ستنسحب من النزال. وسقطت الإيطالية المنهكة على ركبتيها في الحلبة، وهي تبكي ورفضت مصافحة خليف بعد أن أعلن الحكم فوز الجزائرية.

وقالت كاريني للصحفيين بعد انسحابها: “أنا مقاتلة. علمني والدي أن أكون محاربة. عندما أكون في الحلبة، أستخدم هذه العقلية، عقلية المحارب، عقلية الفوز. هذه المرة لم أتمكن من الفوز”.

وأضافت: “لم أخسر الليلة، لقد استسلمت بنضج”.

واتجهت كاريني، التي تعد أقصر بـ6 سنتيمترات من إيمان، إلى مدربها بعد 30 ثانية لكي تعيد ضبط واقي الرأس لكن بعد استئناف النزال عادت مجددا للزاوية الخاصة بها وأوقفت المباراة لتغادر الحلبة سريعا.

وقالت كاريني والدموع تنهمر من عينيها: “لطالما كرمت بلادي دائما بالولاء لها. هذه المرة لم أنجح لأنني لم أعد قادرة على القتال”.

وأكملت: “أنهيت المباراة لأنني بعد الضربة الثانية، وبعد سنوات من الخبرة في الحلبة، شعرت بألم شديد في أنفي”.

ودخلت إيمان إلى صالة نورث باريس المزدحمة وسط هتافات عالية من المشجعين الذين لوحوا بأعلام الجزائر، ولم تستطع الإيطالية مجاراة سرعة منافستها فور بداية النزال.

وقالت إيمان: “قبل كل شيء أحب أشكر الشعب الجزائري، انتصار أول، وإن شاء الله أحقق الانتصار الثاني لضمان ميدالية وبعدها إن شاء الله إلى الذهبية”.

ضجة

وأثار قرار اللجنة الأولمبية الدولية ضجة قبل انطلاق الألعاب مع صدور بعض التحذيرات بشأن المخاوف المتعلقة بالسلامة.

وقال مارك آدمز المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية أمس الخميس: “ما أود قوله هو أن هذا الأمر يتعلق بأشخاص حقيقيين ونحن نتحدث عن حياة أشخاص حقيقيين هنا. لقد تنافسن ويواصلن التنافس في منافسات السيدات. لقد خسرن وفزن على نساء أخريات على مر السنين”.

وقالت الكاتبة البريطانية جيه كيه رولينغ، إن “أحلام كاريني تحطمت بسبب القواعد الظالمة”.

وكتبت رولينغ عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي: “لقد تم انتزاع كل ما عملت وتدربت عليه ملاكمة شابة بعد السماح لرجل بالدخول إلى الحلبة معها. ستظل باريس 2024 ملطخة إلى الأبد بهذا الظلم الوحشي”.

بدورها قالت جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا إن “مواجهة كاريني أمام إيمان لم تكن متكافئة”.

وأضافت: “أعتقد أنه لا ينبغي السماح للرياضيات اللاتي لديهن كروموسومات ذكورة بالمشاركة في مسابقات السيدات”.

وختمت بالقول إن الهدف من ذلك “حماية حق الرياضيات في القدرة على المنافسة على قدم المساواة”.

حملة مغرضة

وتسلط الضوء على الجزائرية إيمان (25 عاما) منذ استبعادها قبل ساعات فقط من مباراتها على الميدالية الذهبية في بطولة العالم للسيدات في نيودلهي العام الماضي بعد فشلها في تلبية معايير الأهلية الجنسية التي وضعها الاتحاد الدولي للملاكمة والتي تمنع الرياضيات اللاتي لديهن كروموسومات ذكورة من المنافسة في منافسات السيدات.

وأدانت اللجنة الأولمبية الجزائرية، الانتقادات الموجهة إلى إيمان خليف.

وقالت: “هذه المحاولات لتشويه السمعة مبنية على أكاذيب وهذا غير عادل تماما، خاصة في لحظة حاسمة. كلنا خلفك، إيمان. البلد كلها خلفك ونحن سعداء بإنجازاتك”.

وسبق النزال حملة واسعة النطاق ضد إيمان خليف قبل بداية مشوارها في الأولمبياد.

وكانت اللجنة الأولمبية الجزائرية أدانت الأربعاء “التصرف غير الأخلاقي” الذي استهدف الملاكمة إيمان خليف قبل مباراتها الافتتاحية في أولمبياد باريس أمس الخميس.

وقالت اللجنة الأولمبية الجزائرية في بيان: “تندد اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية بشدة التصرف غير الأخلاقي الذي استهدف بطلتنا المرموقة إيمان خليف من قبل بعض وسائل الإعلام الأجنبية بالدعاية الباطلة. إن مثل هذه الهجمات على شخصها غير أخلاقية وباطلة تماما، خاصة وهي تستعد لأهم حدث في مسيرتها الرياضية، الألعاب الأولمبية. وقد اتخذت اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية كل الإجراءات اللازمة لحماية بطلتنا”.

وأضافت: “نطالب منكم كل التشجيعات لبطلتنا إيمان التي صارت تسبب الأرق للبعض بمستواها العالي جدا. وسنقوم بكل الإجراءات اللازمة لكل من يتطاول على أبطالنا”.

كما ندد وزير الشباب والرياضة الجزائري عبد الرحمن حماد على صفحته على موقع إكس بحملة التشوية التي تعرضت لها خليف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى