منوعات

من ينشر الفوضى تطاله

لم يقصف نتانياهو الضاحية الجنوبية لبيروت رداً على مقتل «أطفال العرب» في الجولان، فهؤلاء آخر همه، عملية الهجوم على لبنان يتحدثون عنها في إسرائيل منذ أسابيع عدة. كل السياسيين المتطرفين نادوا بهجوم كاسح يبعد نصر الله وميليشياته والسكان إلى ما بعد نهر الليطاني واستحداث منطقة عازلة، وقادة الجيش صرحوا بأنهم مستعدون للقتال في الشمال مع استمرار الحرب في الجنوب، وما كانوا بحاجة إلى ذريعة يغطون بها مخططاتهم، ولكنهم لم يرفضوها عندما جاءت إليهم نتيجة صاروخ غبي!

نتانياهو عاد من واشنطن ليوسع دائرة الحرب، وفي يده صك مفتوح من الرئيس الأمريكي ومجلس نوابه، ومن مرشحي الرئاسة، فهؤلاء جميعاً وإن اختلفوا على كل شيء لا يمكن أن يختلفوا على تمرير كل ما تريده إسرائيل، اعتقاداً منهم بأن طريق الوصول إلى البيت الأبيض يمر عبر تل أبيب، طمعاً في أصوات التكتلات اليهودية الأمريكية ذات النفوذ السياسي والقوة المالية.

نتانياهو سائر في طريقه حتى النهاية، ولا يرى أحداً غير نفسه، هو عنده مخططه الشخصي، وسيفرضه على الجميع، ففي قلبه حقد على الذين يحاكمونه، وأولئك الذين يعارضونه، ولن يترك الساحة السياسية قبل أن يدمر الجميع، وأولهم من حاولوا اللعب معه بحركاتهم الصبيانية، فهو اللاعب الوحيد في المنطقة والعالم الذي يسمح له بمخالفة القوانين وعدم الانصياع للحكام وصافراتهم، وعندما يكون من يواجهه يبحث عن بطولة وهمية مثل «حماس»، أو يركز قصفه على مرتفعات الجولان المحتلة ليثبت مقدرته، فيهدم بيوت العرب، ويقتل أطفالهم، مثل نصر الله المأمور، سيشن حرباً على لبنان، وسيضرب كل أرض يختارها ما دامت طائراته المميزة تصل إليها، وسينتقي من يقتل وبأي أسلوب!

نتانياهو لن يجد غير الهاوية لحظة وصوله إلى خط النهاية، وهناك لن يكون أمامه موطئ قدم، ولن يجد يداً تمتد إليه لانتشاله، وخاصة من قادة «القطعان المنفلتة» الذين بدأوا يخرجون عن طوعه، وسترتد عليه ضرباته واغتيالاته، فمن ينشر الفوضى تطاله!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى