منوعات

لماذا نحب رائحة الخبز؟

كانت- ولا تزال- رائحة الخبز من أكثر الروائح التي تجتذب الجميع إلى الأمكنة التي تنبثق أو تعبق فيها مطابخ البيوت، مخابز المدينة، المطاعم، المقاهي ومحلات بيع الخبز والفطائر كما في كثير من المدن التي تحوي حوانيت صغيرة لا تقدم سوى المخبوزات بجميع أشكالها وطعومها محمولة للزبائن على صوانٍ صغيرة مرفقة بالشاي أو القهوة وقليل من الزبدة وكريمة الزيتون، ولا يهم إن كانت خضراء أو سوداء أو بينهما!

لماذا لا يقاوم البشر رائحة وطعم الخبز وإلحاح البطن أو الذهن الجائع عليه؟ وليقف بعيداً أولئك الذين يعانون مما يعرف بحساسية الجلوتين، فلهؤلاء معالجات ومعاملات خاصة تقدم لهم الخبز والمكرونة وسائر المخبوزات خالية من الجلوتين، نحن نتحدث عن مليارات البشر، الذين أصبح الخبز طعامهم الأول في جهات الأرض الأربع، ومصدر تغذيتهم الذي يمكنهم أن يكتفوا به عما سواه طوال اليوم.

ولا أظن أن البشر يستمرون في تناول طعام ما طوال حياتهم إلا الخبز، الطعام ذا الرائحة التي تذكر بالطفولة وخبز الجدة أو الأم، إذ غالباً ما تستدرج رائحته رائحة الأم مباشرة، ولعل هذا يذكرنا بأن أشهر جملة شعرية أطلقها محمود درويش، وتغنى بها مارسيل خليفة كانت قصيدة «أحن إلى خبز أمي ولمسة أمي»، لقد اقترن الخبز بالأم وبحنانها، فللخبز وقع الحنان فعلاً!

لقد أجرى الباحثون في جامعة كاليفورنيا ديفيس بحثاً لمعرفة سبب حب الناس وانجذابهم لرائحة الخبز، فتوصل استطلاعهم إلى أن 89 % من الناس قالوا إن رائحة الخبز جعلتهم سعداء، وقال 63 % إنها استحضرت ذكريات سعيدة. كما وجدت دراسة أخرى أن رائحة الخبز الطازج يمكن أن تجعلك أيضاً شخصاً أكثر لطفاً! حيث تشير النتائج التي نشرت في مجلة علم النفس الاجتماعي إلى أن بعض الروائح يمكن أن تؤدي إلى مزاج أكثر إيجابية، مما يؤدي إلى درجة أكبر من الإيثار لدى الغرباء. ربما يكون هذا مبالغاً فيه بعض الشيء، إن المؤكد هو أن الخبز الطازج له رائحة طيبة، ويولد شعوراً بالرفاهية، وربما يجعلنا نشعر بمزيد من الإيجابية تجاه الآخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى