منوعات

يحاربون القيم بالانحلال

هم قلة، وسيبقون كذلك إلى أبد الآبدين، لا يشكلون أزمة بالنسبة للبشرية، وجدوا منذ تكون المجتمعات، ولم تخترعهم حضارة الغرب الحديث، بل هم عنصر موجود ضمن الاختلافات السلوكية والفكرية، ترتفع مؤشراته عندما ينشغل أي مجتمع بعبادة المادة، والانسلاخ عن فطرة الإنسان وعلاقته بربه، وقوة إيمانه.

الشواذ أغرتهم وسائل المجون المتوافرة نتيجة الرفاهية، مثلهم مثل أولئك الذين تعاطوا المخدرات عندما تكدست الأموال في أيديهم، وتنقلوا من صنف إلى صنف حتى وصلوا إلى الأنواع الفتاكة، ومثل من اختاروا المسكرات وغيرها من المحرمات، التي تذهب العقل وتهد الجسد، وقالوا إنها متعة مؤقتة، وما هي كذلك، لأنها مع التكرار والانغماس في ملذاتها- كما يدعون- أصبحت قيداً يلتف حولهم، وتحولت المتعة إلى ابتلاء لا فكاك منه!

من أراد أن يفتح أبوابه للانحراف حر، يفعل ما يريد في نطاق بلاده ومجتمعه، فهم مهدوا لهذه الفئات منذ عقود طويلة، وصاغوا لها القوانين، ووفروا لها الإمكانات، ووفروا لأفرادها الحماية، وعكسوا طبيعة البشر من أجل الشواذ والمنحرفين، ثم أضافوا لهم المتحولين والمنتحلين لصفات غير صفاتهم، مثل ذلك الذي وقف في تمثيل «العشاء الأخير» سيئ الذكر في افتتاح أولمبياد باريس، بوجه رجل ملتحٍ، وجسد ولباس وشعر رأس امرأة، هم لا يخجلون من ذلك المشهد، لأنهم نزعوا الخجل من وجوههم خلال عمليات التحويل، وما عادوا يعتبرون التصرفات المشينة عيباً، وكيف يعتبرونها كذلك وهم يستقبلون في قصور الحكم من قبل رؤساء الدول الكبرى!

وبخلاف الأوروبيين المتمادين في حرب الانحراف، التي يشنونها ضد القيم لهدم المجتمعات، حسم الرئيس الروسي بوتين الجدل حول الشذوذ والتحول وقوانين المثلية وقال: «إن البشر رجل وامرأة، وبهم تبنى الأمم وتتطور المجتمعات، فالأسرة تؤسس من الجنسين، وليس من جنس واحد»، وحصن بلاده ضد موجة الانحلال الأخلاقي بقوانين صارمة، اعتقد أن العالم المتمسك بقيم البشرية بحاجة إلى مثلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى