منوعات

الأولمبياد رسالة سلام

في عالم تمزقه الحروب والصراعات.. ونصبح فيه ونمسي على المشاهد الدموية! انفجارات، صواريخ، طائرات، دماء.. قتلى وضحايا.. يتامى، أرامل وثكالى!

في عالم تتعزز فيه كل يوم نظرية الفيلسوف هوبز: «الإنسان ذئب لأخيه الإنسان» يطل علينا الأولمبياد برسالة سلام!!

رسالة اطمئنان: «على هذه الأرض ما يستحق الحياة»!

ألعاب الأولمبياد في ظاهرها منافسات من أجل الميداليات وفي باطنها لقاء الإنسان بالإنسان..

لقاء الحضارات والثقافات والأجناس..

الأولمبياد رسالة سلام…

السلام كان الدافع الأساسي لفكرة إقامة الألعاب الأولمبية.. تحارب قبيلتين في اليونان دفع إلى تنظيم ألعاب رياضية تنافسية للمصالحة بينهما.. ترك الطرفان الخلاف وأسقطا السلاح.. ورفعا شعار السلام…

هكذا ولدت فكرة الألعاب الأولمبية عام 1896 ثم تطورت عبر الزمن لتصبح في شكلها الحالي: «عيداً للحب والسلام والوئام».

السلام الأولمبي نقش إغريقي.. دستور لكل رياضي.. ولد في موطن الفكر والحكمة والفلسفة!

وأفلاطون أول من نبه: «هناك رغبة عارمة في التوحش وتجاوز القانون في نفس الإنسان»!

فأي حدث يجمع 10.500 شاب من مختلف دول العالم في مدينة واحدة؟ وأي بطولة تسمح بمشاركة منتخب اللاجئين؟.. أولمبياد ينصف حتى من لا وطن لهم!

في افتتاح باريس وعلى نهر السين رأينا وفوداً مختلفة في قارب واحد. وكأنها قوارب «تيتانيك».. مجاديفها قلوب رياضيين تنبض بالحب.. تعاهدت على الصفاء والود.

مشهد يختزل توحد العالم في الأولمبياد.. مشهد يترك فيه العالم خلافته وصراعاته جانباً.. ليخفي وجهه القبيح.. ويظهر وسامته وأخلاقه وإنسانيته.. ولو لأيام!

في باريس عاصمة الأنوار والعطور.. فاحت رائحة عطر الروح الأولمبية..

في باريس مدينة الأناقة والجمال.. تزينت وتجملت الإنسانية بالروح الرياضية..

فما أحوجنا حقاً كل يوم للألعاب الأولمبية!

الأولمبياد رسالة سلام تداوي عالماً جريحاً بحروب لا تتوقف رحاها.. الإنسان حطبها والنساء دمعها والأطفال ضحاياها.. والألم عنوانها!

الأولمبياد أكبر من مجرد تظاهرة رياضية يتوج فيها الأقوى بميدالية!

فهو ضارب في القيم الإنسانية. فمتى نتشبع بالروح الأولمبية؟

متى يتوقف الإنسان عن العبث والدمار؟ ويحكم عقله ويصلح في الأرض؟

ينشر السلام.. وينثر الورود في كل مكان، ويوزع الأحلام..

ويترك الصراعات والحروب.. يعتزل القتل والعداء والكروب..

لنعيش في عالم ملؤه الحب والأمان.. والسلم والسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى