اوروبا

المرشح الرّئاسي للحزب الجمهوري ترامب يدعو إلى الوحدة ويقدّم أجندة شعبوية متطرّفة

بوجه متجهّم وأُذن مضمّدة، قبل دونالد ترامب، ترشيح الحزب الجمهوري رسميّا له للرّئاسيات الأمريكية المزمع عقدها في شهر نوفمبر القادم.

اعلان

بدا الرئيس الأمركي السابق، دونالد ترامب، أكثر لطفًا في خطاب قبوله الترشّح للانتخابات الرئاسية الأمريكيّة، يوم الخميس في خاتمة المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ولاية ويسكونسن الأمريكية.

ووجّه ترامب، المعروف عادة بتعليقاته العدوانيّة، رسالة شخصية عميقة لجمهوره الغفير، في خطاب قدّم فيه تفاصيل محاولة اغتياله قبل خمسة أيام. وسرد ترامب، البالغ من العمر 78 عامًا، لحظة بلحظة، على جمهور كان يستمع له في صمت، وقوفه على خشبة المسرح في بتلر بولاية بنسلفانيا. وكيف أدار رأسه لينظر إلى لوحة معروضة عندما شعر بشيء يضرب أذنه. حينها رفع يده إلى رأسه فرأى على الفور أنها مغطاة بالدماء.

وفي خطاب هو الأطول في التاريخ الحديث لمؤتمرات الحزب الجمهوري (حوالي 93 دقيقة)، قال ترامب: “لو لم أحرك رأسي في اللحظة الأخيرة، لكانت رصاصة القاتل قد أصابت هدفها بشكل كامل… ولما كنت هنا الليلة” معكم.

واستشعر الزعيم الجمهوري بوجود فرصة سياسية في أعقاب تجربته الأخيرة، فتبنى لهجة جديدة يأمل أن تساعد في توليد المزيد من الزخم في الانتخابات التي يبدو أنها تتحرك لصالحه. وقال ترامب: “يجب معالجة الخلاف والانقسام داخل مجتمعنا. ويجب علاجه بسرعة. كأميركيين، نحن مرتبطون بمصير واحد ومصير مشترك. ننهض معًا… أو ننهار… أنا أترشح لمنصب رئيس أمريكا كلها، وليس نصف أمريكا، لأنه لا يوجد فوز في فوز نصف أمريكا”.

وبينما كان يتحدث بلهجة أكثر ليونة مما كان عليه في مسيرته السياسيّة، أعلن ترامب عن أجندة على رأسها ملف الهجرة وما يبدو أنه سيكون أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة. وقد اتهم مرارا وتكرارا الأشخاص الذين يعبرون الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بشكل غير قانوني بتنظيم “غزو”. بالإضافة إلى ذلك، أثار التعريفات التجارية الجديدة وسياسة خارجية “أمريكا أولا”.

كما إدّعا ترامب أنّ الديمقراطيين تحايلوا في انتخابات عام 2020 التي خسرها – على الرغم من سلسلة من التحقيقات الفيدرالية وعلى مستوى الولايات التي أثبتت عدم وجود تزوير منهجي – وأشار إلى أنه “لا يجب علينا تجريم المعارضة أو شيطنة الخلاف السياسي”. على الرغم من أنه كان يدعو لفترة طويلة إلى محاكمة معارضيه.

ولم يذكرترامب الحق في الإجهاض، وهي القضية التي أقضت مضجع الجمهوريين منذ أن ألغت المحكمة العليا في الولايات المتحدة حق الإجهاض الذي تكفله الحكومة الفيدرالية قبل عامين. ويجادل ترامب بأن الولايات يجب أن يكون لها الحق في وضع قوانين الإجهاض الخاصة بها.

وغضّ ترامب الطرف في خطابه عن ذكر التمرد الذي وقع في مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021، والذي حاول فيه أنصار ترامب منع التصديق على هزيمته أمام الديمقراطي جو بايدن. ولطالما أشار ترامب إلى المسجونين بسبب أعمال الشغب تلك على أنهم “رهائن”. وفي الواقع، لم يذكر ترامب بايدن إلا نادرا، وغالبا ما كان يشير فقط إلى “الإدارة الحالية”.

وفي بيان جاء تعليقا على خطاب ترامب، قالت جين أومالي ديلون، رئيسة حملة بايدن: “لقد دمّر دونالد ترامب اقتصادنا وجرّدنا من الاستحقاقات وخذل عائلات الطبقة المتوسطة… والآن يسعى إلى الرئاسة برؤية أكثر تطرّفاً للمكان الذي يريد أن يأخذ إليه هذا البلد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى