منوعات

خيراً إن شاء الله..!

«خيراً إن شاء الله».. عبارة يردِّدها الناس عادةً، في كلامهم الفصيح، أو العامي، ينمّقون بها مخاطباتهم ومحاوراتهم ومسامراتهم. وهي عبارة ـ بمقاطعها الصوتية القليلة ـ، تحمل في طياتها قيماً أصيلة تعكس أخلاق التوكُّل، والقناعة، والبذل، ومحبَّة الخير للناس، ومعاني جليلة تبث في النفوس الأمل، والأمان، والتفاؤل، والإيجابية.

فهي تقال لمن رأى رؤيا تسرّه، أو سمع خبراً يضرّه، ويستعملها الصديق وهو يعاتب صديقه إن جفاه، والمعلِّم لتلميذه إن رأى منه فتوراً، والواعظ أو الفقيه؛ حين يريد تهدئة النفوس من خلال نصائحه وفتاويه. وبها يقلِّب الحكيم أفكاره وتأملاته وتوقّعاته، ليفتش عن أنجع السبل وأصوب الحلول لمعضلات القضايا والأمور.

ويوظفها المتحدث أو المتصل أو المراسل حين يريد أن يختم حديثه، أو يقطع اتصاله، أو ينهي رسالته، فتؤدي العبارة حينها وظيفة نقطة النهاية، فيما يعرف عند البلاغيين بحسن التخلص أو براعة المقطع: فيقول الصديق معاتباً صديقه: «(خيراً إن شاء الله)، لم تعد تزرني مثل السابق! وسؤالك عني لم يعد كما عهدتك!». ويقول المعلِّم لتلميذه وهو يرسم له طريق النجاح والنجاة: «واصل يا ولدي اجتهادك بكل عزيمة وإصرار؛ فستجني من وراء ذلك (خيراً إن شاء الله)».

ويقول الواعظ عند إجابته سائلاً في حالة من الحيرة أو الجزع، أو حين إصلاحه بين اثنين: «اطمئنَّ يا أخي؛ فكل شيء سيعود كما كان، وثق بأنك ستجد (خيراً إن شاء الله)».

ويقول الحكيم: «(خيراً إن شاء الله)، فلكل مشكلة حل، وسنصل إليه ما دمنا نسلك طريق البحث عن الحقيقة، ونمتلك أدوات التفكير البنّاء والرؤية الإيجابية التي تقودنا إلى معالم الخير والحق والجمال».

ويقول المتحدِّث أو المتصل أو المراسل ـ بعد حديث طويل تنبض خواطره محبة ومودة، وعواطف دافئة ـ: (خيراً إن شاء الله..!) فتنزل العبارة على قلب المستمع راحة وطمأنينة، فلا يجد جواباً يوفي بحق الرد عليها إلا قوله ـ وهو موقن بأن ما هو آت أفضل مما فات ـ: «خيراً إن شاء الله..!».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى