لبنان.. ملفان متعثران بالترقب: «هدنة غزة» واستحقاق «اليونيفيل»

وسط حالة من الغليان على امتداد المنطقة الحدودية مع إسرائيل، لا يزال الداخل اللبناني يرصد المفاوضات الرامية إلى إنضاج صفقة لإنهاء الحرب في غزة، وتتمدد تلقائياً إلى جبهة لبنان.
وعلى ما يُجمع مراقبون، فإنّ مفاوضات الصفقة باتت في مرحلة الحسم، والساعات المقبلة كفيلة بأن تحدد المسار، إمّا في اتجاه توسيع مساحة الأمل في انتهاء الحرب الممتدة من غزة إلى جنوب لبنان، أو في اتجاه توسيع مساحة القلق من انفجار واسع يُدخل المنطقة برمّتها في أتون حرب، لا أحد يعرف كيف ستنتهي.
تزامناً، لم تحجب الضربات المتبادلة والمتسارعة بين إسرائيل و«حزب الله» على أرض الميدان الممتد من الناقورة في الجنوب إلى داخل الحدود السورية، ومن ضمنها الجولان السوري، رصد استعداد لبنان لاستحقاق التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل»، وسط تصاعد الضغوط الأمريكية لناحية التجديد وشروطه.
ذلك أن وزارة الخارجية اللبنانية أودعت بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك رسالة موجّهة من الوزير عبدالله بو حبيب إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، تتضمّن طلب لبنان تجديد ولاية «اليونيفيل» لسنة إضافية.. علما أن مصلحة لبنان المطلقة تكمن في التجديد لهذه القوات، التي هي قوات حفظ سلام وليست قوات اشتباك.
وتحركت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت على خط بيروت- تل أبيب، لإعداد الأرضية الضرورية لهذا الاستحقاق، في خطوة هي الأولى من نوعها التي يقوم بها شاغل هذا المنصب الأممي في لبنان، وذلك تمهيداً لجلسة المشاورات المقرر أن يعقدها مجلس الأمن قبل نهاية الشهر الجاري حول تنفيذ القرار 1701.
وهناك كلام عن أن لا شيء محسوماً بعد في شأن صيغة التجديد المرتقب وشكله، نظراً للترابط القوي بين ما سيحصل على خط مساعي المبعوث الأمريكي آموس هوكشتين لإيجاد تسوية للواقع الحدودي بين إسرائيل و«حزب الله» من جهة، وبين الاستحقاق الأممي من جهة أخرى. ففي حال تم التوصل إلى هدنة في غزة، تفتح الطريق أمام إيجاد حل للوضع الميداني في الجنوب.
وفي السياق، علمت «البيان» أن مسودة التجديد لـ«اليونيفيل» قد أُنجزت، وهي ستُحال إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة في الأيام المقبلة. كما تم تحديد موعد جلسة مناقشة القرار 1701 في 24 من الشهر الجاري، أي اليوم نفسه الذي سيكون فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يلقي خطابه أمام الكونغرس.