سياسة

نفوذ المستوطنين الإسرائيليين السياسي والعسكري في تصاعد

قال تقرير لصحيفة إيكونوميست إن نفوذ المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية وفي الجيش الإسرائيلي قد زاد ازديادا ملحوظا نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ استغلوا الفوضى الناتجة لتعزيز سيطرتهم على الأراضي والتوسع في مناطق جديدة.

وقالت الوزيرة المسؤولة عن المستوطنات الإسرائيلية أوريت ستروك إن المرحلة السابقة كانت بمنزلة “المعجزة”، وشبهت الحرب بأنها “إشارة خضراء” في طريق الاستيطان الذي كانت حركته بطيئة نسبيا قبل الحرب.

وقال أحد كبار أعضاء الحكومة “مع انشغال الجميع السنة الماضية بالاحتجاجات على الإصلاحات القانونية والآن بالحرب، استطعنا إنجاز تقدم غير مسبوق للمستوطنات”.

وأضافت ستروك أن الحكومة الإسرائيلية قد أعطت أوامر بتوسيع المستوطنات، وخصصت أراضي جديدة لتشييد 5 آلاف و295 وحدة سكنية على مساحة تقدّر بألفين و965 فدانًا.

وقالت منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية إن هذا التوسع هو الأكبر من نوعه في الضفة الغربية منذ توقيع اتفاقيات أوسلو في عام 1993، وفي الوقت الحالي يحتل نصف مليون مستوطن أجزاء من الضفة الغربية، ويعيش 200 ألف في أحياء القدس.

سلطة سياسية

وقال التقرير إن الحرب في غزة قد عززت سلطة الصهاينة، إذ تعتمد حكومة الائتلاف بقيادة بنيامين نتنياهو على الأحزاب التي يدعمها المستوطنون لتشكيل أغلبية في البرلمان، وذلك يمنح المستوطنين سطوة في إدارة الحرب ويثير مخاوف من إمكانية عرقلتهم أي اتفاقية لوقف إطلاق النار.

وأوضح التقرير أن السلطات الإسرائيلية تعزز سيطرة المستوطنات في الضفة الغربية، وسط انتقادات دولية تشدد على أن جميع المستوطنات تُعدّ غير قانونية وفقًا للاتفاقيات الدولية.

وحذرت منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية من أن هذه الأنشطة تزيد من تعقيد الوضع الأمني الإقليمي وتشرّد الفلسطينيين من أراضيهم.

“ثورة هادئة” في الجيش الإسرائيلي

وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي يلعب دورا رئيسا في تعزيز النفوذ الاستيطاني، وأن الوجود الصهيوني الديني في تزايد داخل الجيش الذي كان يغلب عليه الطابع العلماني في السابق. وأوضح التقرير أن العديد من عناصر الوحدات في الجيش أصبحوا يؤدون الصلوات قبل بدء المعركة، ويضعون شعارات تصور الهيكل أو كلمة “المسيح”.

وعلق الضابط رون رون شابسبيرغ على ذلك واصفا الصهاينة في الجيش بأنهم “متعلمون ومؤدلجون ونفوسهم قوية، ويقودون ثورة هادئة في الجيش”، كما نقل التقرير.

ووفق التقرير، فإن العديد من المستوطنين جنود في الجيش الإسرائيلي، وهناك تقارير عن تهجّمهم على الفلسطينيين أثناء خدمتهم العسكرية وتجاهلهم لعنف المستوطنين الآخرين تجاه الفلسطينيين، ويعكس ذلك تداخل المستوطنين بالجيش الإسرائيلي.

وانتقد قائد القيادة المركزية السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال يهودا فوكس هذا التهجم، واصفا إياه “بالنشاط الإجرامي القومي المتشدد”، وندد باستخدام الجنود المستوطنين مناصبهم العسكرية وأسلحتهم “لإرهاب المدنيين الفلسطينيين الذين لا يشكلون أي تهديد”.

وحسب التقرير، فإن المستوطنين لهم دور أساسي في الجيش الإسرائيلي، ومع أن مستوطني الضفة الغربية يشكلون 5% فقط من سكان إسرائيل فإنهم يحتلون مناصب رفيعة في الجيش ويتسلقون سلّم الترقية تدريجيا.

ويأتي كثير منهم من أكاديمية “بني دافيد” التي أُسّست عام 1988 في مستوطنة عيلي، وتقدم منهجا دينيا وعسكريا. ومنذ تأسيسها انضم آلاف من طلابها إلى القوات المسلحة الإسرائيلية، وأصبح خرّيجوها مستشارين عسكريين لرئيس الوزراء نتنياهو، وعلى سبيل المثال فإن قائد القيادة المركزية الجديد عاش طفولته في مستوطنة عيلي ودرس في أكاديمية “بني دافيد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى