سفير إسرائيلي سابق: حزب الله أبعد ما يكون عن الهزيمة
مراسلو الجزيرة نت
قال المؤرخ والسفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة ميخائيل أورن إن الحرب التي تشنها إسرائيل في لبنان يجب أن تعمل على استعادة الردع الإسرائيلي الذي لم تتمكن تل أبيب من استعادته بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داعيا إلى استخلاص دروس مهمة من الماضي العسكري لواشنطن.
وفي مقاله في صحيفة يديعوت أحرونوت، قال أورن “بالنسبة لجميع الإسرائيليين، سيكون يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول دائما يوما يحمل في طياته المعاناة والجحيم والألم الشديد. ولا يمكن لأي إنجاز عسكري أو سياسي، مهما كان عظيما، أن يخفف من هذا الألم الذي سيبقى في قلوبنا إلى الأبد، ومع ذلك، لا يزال من الممكن استعادة قوة الردع التي فقدتها إسرائيل في ذلك اليوم في الحرب مع حزب الله في لبنان”.
تشكيك
وبينما اعتبر أن إسرائيل -قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- تمكنت من تعزيز مكانتها بوصفها قوة عسكرية رادعة في مواجهة إيران وحلفائها، وعززت اقتصادها وساعدت في تمهيد الطريق للسلام مع الدول العربية المهمة، أكد أن هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي “تمكنت فيه من قتل 1200 إسرائيلي وأسر 252، دمر صورة إسرائيل القوية”.
وأشار أورن إلى أنه “وفقا لمعظم التقييمات المهنية، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي بعد أكثر من 11 شهرا من القتال العنيف من استعادة سمعته ولم تهزم حماس بعد، على الرغم من الضربات القاسية التي تعرضت لها”.
وتساءل “أين هو الجيش الذي هزم قوات 4 دول عربية في 6 أيام عام 1967، والذي سارع إلى التعافي من الهجمات المفاجئة لسوريا ومصر عام 1973، والذي أنقذ المحتجزين في عنتيبي عام 1976، وتمكن من تدمير المفاعل النووي العراقي في عام 1981؟”.
ورأى السفير الإسرائيلي السابق أن ما جرى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ألقى بظلال من الشك على القدرات الدفاعية والهجومية لجيش الاحتلال، وأضر بأمن تل أبيب، في حين أدى الفشل في وقف قصف حزب الله لشمال إسرائيل لمدة عام كامل تقريبا إلى تفاقم هذا الضرر لأنها كانت تقوم بأعمال انتقامية محدودة شجعت الحزب على تكثيف إطلاق النار.
وعن الحرب في لبنان، قال أورن إن إسرائيل قضت على العشرات من قادة حزب الله ودمرت آلاف الصواريخ، ولكن “الحزب لا يزال أبعد ما يكون عن الهزيمة الكاملة ولم يستخدم بعد ذخيرته الأكثر دقة وفتكا”.
وشدد على عدم تراجع إسرائيل عن هدفي وقف إطلاق الحزب النار عليها ودفعه إلى ما وراء نهر الليطاني، لأنه “إذا فشلت تل أبيب في تحقيق ذلك، فلن تتمكن من إعادة عشرات الآلاف من مواطنيها المشردين إلى ديارهم”.
مخاطر
ورغم تقديره بأن تحقيق هذه الأهداف المحدودة ينطوي أيضا على خطر فتح جبهة أكثر قوة ضد إيران، وخلق توترات متزايدة مع البيت الأبيض الذي يسعى إلى تهدئة الوضع، فإنه يرى أن “مخاطر تجنب الحرب تفوق مخاطر استمرارها، لأن قدرة إسرائيل على تحقيق السلام والأمن في الأمد البعيد في الشرق الأوسط أصبحت على المحك، وليس فقط إنقاذ الشمال”.
وقارن السفير الإسرائيلي السابق وضع إسرائيل الحالي بالوضع الذي أدى لدخول الولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الثانية عام 1941 بعد هجوم اليابان المفاجئ على بيرل هاربر.
وقال “بعد 6 أشهر من بيرل هاربر، في معركة ميدواي، عكست القوات الأميركية ميزان القوى ضد اليابان وتمكنت من التعافي، وحققت انتصارات تاريخية كادت تمحو هذه الهزيمة من صفحات التاريخ، ولذلك يجب أن تعمل تل أبيب بالطريقة نفسها تماما، ومن أجل القيام بذلك يجب أن تحقق نصرا حاسما على حزب الله”.
وخلص إلى أنه “عندما تواجه إسرائيل لبنان، هذه هي معركتها من أجل ميدواي”. وإذا ترددت في القضاء على الحزب، فلن يمكنها استعادة سمعتها التي فقدتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، “وسيرافقنا الألم والصدمة في ذلك اليوم لبقية أيامنا، يجب أن نفعل كل شيء لاستعادة صورة إسرائيل في الردع والقوة”.