مواهبنا الضائعة
تألق وبروز لامين يامال وأولمو ورودري وبيلنغهام وغيرهم في يورو 2024، والتقديم الأسطوري لمبابي في قلعة ريال مدريد يثيران التساؤل من جديد: أين مواهبنا في الملاعب الإماراتية والعربية؟!!
هل تصنع أنديتنا المواهب، أم لا تقوم بدورها؟
هل المواهب موجودة بالفطرة حكراً في الأندية الأوروبية، ونفتقدها طبيعياً في بلاد العرب؟
الجواب: بالتأكيد لا.
كرة القدم لعبة يمكن أن يهب الله مهارتها لكل طفل ناشئ.. ونجاحه شريطة أن يجد من يصقل موهبته ويعلمه مجموعة من القواعد الاحترافية ليصبح لاعباً كبيراً.. ونجماً.
هل تعرف أنديتنا هذه القواعد البسيطة؟ نعم.
ولكن هل تعمل بها..؟ لا.
لذلك ظلت كرتنا العربية في القاع.. وبقينا نتلقى الهزائم في المونديال، إن تأهلنا…!!
ولذلك لم نرَ خلال العقود الأخيرة نجوماً عربية لامعة إلا استثناءات نادرة أبرزها محمد صلاح.
يؤلمني أن تهدر مواهبنا الإماراتية فرصة كتابة تاريخ عالمي في الملاعب.. لو وجد إسماعيل مطر و«عموري» وحمدان الكمالي وغيرهم الإحاطة والتأطير الصحيح لكانوا في مكانة صلاح ومحرز…
وكم من موهبة عربية ضاعت.. وضلت الطريق!!
لماذا نجلب المدربين الأجانب ونصرف لهم الملايين ونوكل لهم مهمة تحقيق النتائج العاجلة، العابرة، ونهمل تكوين الشبان؟ الشبان في أغلب الأندية يعين لهم لاعباً سابقاً فاقداً للكفاءة ولا يمتلك التخصص العلمي التدريبي في أصناف الشبان.
نعم هذه حقيقتنا.علينا أن ننظر إلى المرآة ونرى الواقع كما هو، لنصلح ما فات.
بلاد العرب تعج بمواهب بارعة بالفطرة في لعبة كرة القدم ولكن تحتاج إلى أندية تكونها تكويناً صحيحاً وتغرس فيها عقلية احترافية.
وهنا علينا أن نحمل المسؤولية لإدارات الأندية العربية، فهي من تهمل تكوين الناشئين وصقل مواهبهم، وتلهث وراء النتائج عبر التعاقد مع ترسانة من اللاعبين الأجانب حتى تكسب قلوب الجماهير. وهذا ليس حكراً على كرة القدم، بل ينطبق على بقية الرياضات. وها هو أولمبياد باريس على مرمى حجر وسترون حصيلة العرب المخيبة من الميداليات مقارنة بأمريكا والصين وفرنسا وأستراليا ودول آمنت منذ سنين أن البطل أصبح صناعة في المخابر.
البطل عندهم مجرد آدمي، أشبه بـ«الريبوت» يحدد له أسلوب حياة يضبط نوع غذائه ومواعيد نومه وبرنامج تدريبه وطريقة تفكيره.. وأهدافه وأحلامه ، وما بعد اعتزاله.
فأين نحن من هذا؟ مازلنا نسير الرياضة بالأهواء والهواية!!