ثقافة وفنون

يوم عادي أم رمز للشؤم؟.. لماذا يخشى العالم يوم الجمعة 13؟

هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

هل تشعر بالقلق عندما يصادف يوم الجمعة 13؟ أنت لست وحدك. يُعد هذا اليوم من أكثر الخرافات شهرة في الثقافة الغربية، ويعرف علمياً بـ “فريجاتريسكايدكافوبيا”، وهو الخوف من الجمع بين يوم الجمعة والرقم 13.

اعلان

وأشارت التقديرات إلى أن نحو 17 إلى 21 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من هذا الرهاب. بعضهم يمتنع عن السفر أو إبرام العقود التجارية في هذا اليوم، بينما يرفض آخرون مغادرة منازلهم.

وبعض المباني تبتعد عن الرقم 13 بتجنب الطابق الثالث عشر، فينتقل المصعد مباشرة من الطابق 12 إلى 14. كما أن بعض شركات الطيران تتجنب تضمين الصف رقم 13 في طائراتها.

من أين جاء خوف يوم الجمعة ؟

يصعب تحديد أصل الخرافة المتعلقة بهذا اليوم، لكن هناك العديد من التفسيرات التاريخية والثقافية التي تبرر هذا الخوف. في الأساطير الإسكندنافية، كان هناك 12 إلهًا في قاعة فالهالا، حتى وصل الضيف الثالث عشر غير المدعو، “لوكي”، إله الأذى، الذي تسبب في وفاة إله الفرح. وتعد هذه الحكاية من بين الأسباب التي جعلت الرقم 13 يُعتبر “ملعونًا” في بعض الثقافات.

أما في المسيحية، يرتبط الرقم 13 بعشاء يسوع الأخير مع تلاميذه الاثني عشر، حيث كان التلميذ الثالث عشر “يهوذا الإسخريوطي” الذي خان يسوع. في ذات السياق، يُعتبر يوم الجمعة في بعض التقاليد الدينية يومًا غير محظوظ، مثلما وقع فيه حادث أكل آدم وحواء للثمرة المحرمة من شجرة المعرفة.

أما من الناحية الفلكية، يُعتبر الرقم 12 “كاملاً” لأنه يعبر عن عدد الأشهر في السنة، وعدد الساعات في اليوم، وعدد الأبراج الفلكية، مما يجعل الرقم 13 يبدو غير متناسق ويعزز فكرة أنه “غير محظوظ”.

كيف عززت الثقافة الشعبية هذه الخرافة؟

ساهمت الثقافة الشعبية بشكل كبير في ترسيخ فكرة يوم الجمعة 13 كيوم مليء بالحظ السيئ. في عام 1907، نشر الكاتب توماس ويليام لوسون روايته الشهيرة “الجمعة 13″، التي تحكي عن سمسار بورصة يتسبب في فوضى في وول ستريت. كما ارتبط هذا اليوم بعدد من الحوادث السيئة، مثل قصف قصر باكنغهام في يوم الجمعة 13 سبتمبر 1940، وفشل مهمة أبولو 13 في الوصول إلى القمر.

وفي السينما، ظهر قاتل “جايسون” في سلسلة أفلام “الجمعة 13″، ليصبح أحد الرموز المرتبطة بهذا اليوم في الثقافة الغربية.

هل يعتبر الجميع يوم الجمعة 13 يومًا سيئًا؟

على الرغم من أن يوم الجمعة 13 يُعتبر يومًا نحسًا في الثقافة الغربية، إلا أن هناك بعض الثقافات التي ترى فيه يومًا عاديًا أو حتى محظوظًا. في إيطاليا، يُعتبر الرقم 13 محظوظًا، بينما الرقم 17 هو الذي يحمل سمعة سيئة. وتعود هذه السمعة إلى الأرقام الرومانية حيث يُقرأ الرقم 17 كـ “VIXI”، التي تعني “عشت” في صيغة الماضي، مما يرمز إلى الموت.

أما في اليونان، يُعتبر يوم الثلاثاء 13 هو الذي يجلب الحظ السيئ، حيث ارتبط هذا اليوم بسقوط القسطنطينية مرتين في تاريخها. وفي الثقافة الإسبانية، يُعتبر أيضًا يوم الثلاثاء الثالث عشر يومًا نحسًا تقليديًا.

ما قصة تايلور سويفت والرقم 13؟

على عكس هذه الخرافات، نجد أن بعض الأشخاص يرون في الرقم 13 رمزًا للحظ الجيد، وأبرزهم المغنية الأمريكية الشهيرة تايلور سويفت. فقد ارتبط الرقم 13 بالعديد من إنجازاتها. على سبيل المثال، ألبومها الأول حقق نجاحًا بعد 13 أسبوعًا، وأول أغنية لها احتلت المركز الأول بعد 13 ثانية من بثها. وقد ذكرت في مقابلة سابقة أنها غالبًا ما تجلس في مقعد أو صف يحمل الرقم 13 في الجوائز.

وفي مقابلة مع قناة MTV عام 2009، قالت سويفت: “لقد وُلِدت في يوم 13، بلغت 13 سنة في يوم الجمعة 13، وحقق أول ألبوم لي ذهبية في 13 أسبوعًا. وكلما فزت بجائزة، كنت أجلس في المقعد رقم 13 أو الصف 13.”

على الرغم من أن الخرافة حول يوم الجمعة 13 قد تكون قديمة جدًا، فإن تأثيرها ما زال قائمًا في الكثير من الثقافات. ولكن ربما حان الوقت لتحويل هذا اليوم من يوم مليء بالخوف إلى يوم عادي، أو حتى محظوظ. وإذا كنت في شك، ربما يكون المثال الذي قدمته تايلور سويفت هو ما تحتاجه لتغير رأيك حول هذا اليوم المشؤوم.

المصادر الإضافية • أب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى