دولي

هل يمتلك الرئيس الأمريكي القادم مفاتيح إنهاء الحرب في أوكرانيا؟

يُنظر إلى الحرب في أوكرانيا باعتبارها واحدةً من أكثر الأزمات الدولية تعقيداً، فيما تأتي الانتخابات الأمريكية المرتقبة لتفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى قدرة الرئيس الأمريكي القادم، سواء كان دونالد ترامب، أو كامالا هاريس، على إنهاء هذا الصراع المستمر. وبينما يتبنى ترامب نهجاً أكثر انعزالية، ويميل إلى تقليص الانخراط الأمريكي في النزاعات الخارجية، تتبنى هاريس موقفاً أكثر تقليدياً، يرتكز على التحالفات الدولية، ودعم الحلفاء في أوروبا. 

جدل واسع

يثير وعد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا في ظرف 24 ساعة، حال عودته إلى البيت الأبيض، جدلاً واسعاً، حول مدى واقعية الأمر، وماهية الحلول التي يمتلكها، ويشكك الكثيرون في إمكانية تحقيق مثل هذا الهدف السريع، مشيرين إلى أن النزاعات الإقليمية، غالباً ما تتسم بالتعقيدات الموسعة. 
وبينما يعتقد البعض بأن تصريحات ترامب تنطوي على شعارات شعبوية، لكسب ثقة الناخبين، يعتقد آخرون بأنه قد يكون له دور -ليس شرطاً أن يكون سريعاً- في الدفع باتجاه إنهاء النزاع، عبر ممارسة ضغوط قوية على أوكرانيا. فيما تنتقد هاريس الرئيس الأمريكي السابق، وتقول إن وعوده بإنهاء الحرب في أوكرانيا، ستكون من خلال «التخلي عن كييف». 

 وتتمسك هاريس بسياسة بايدن، وتعتقد بأنه لو كان ترامب في السلطة لكان بوتين في كييف الآن، وهو ما أشارت إليه خلال المناظرة الأخيرة التي جمعتها والرئيس الأمريكي السابق.

في غضون ذلك، يقول خبير العلاقات الدولية، والأستاذ بجامعة لوباتشيفسكي الروسية، الدكتور عمرو الديب، في تصريحات خاصة لـ «البيان»، إن ترامب يبني حملته الانتخابية على هذا الأمر، فمسألة إنهاء الحرب في أوكرانيا، هي أولوية، مشدداً على أن ما يحدث على الخط الأوكراني منذ فبراير 2022، تسببت فيه الإدارة الأمريكية الحالية، ولذلك هو يريد، ويستطيع كرئيس محتمل، أن يجعل من عملية التوصل لحل عملي في هذه الأزمة، متاحاً في أقرب وقت، بعد دخوله البيت الأبيض. وفي المقابل، موسكو تعول بالفعل على نجاحه، لأنه شخص يستطيع معه الكرملين الاتفاق، وإيجاد حل حقيقي للأزمة الأوكرانية. ولكن على الجانب الآخر، يشك الأستاذ بكلية موسكو العليا للاقتصاد، رامي القليوبي، في تصريحات خاصة لـ «البيان»، في قدرة ترامب على إنهاء الحرب في أوكرانيا، إذا ما عاد للبيت الأبيض، موضحاً أن النزاعات الإقليمية والحدودية، عادة ما تمتد لفترات طويلة، وقد تستمر لسنوات، أو حتى عقود، ويضيف: «بالرغم من ذلك، قد يكون لترامب دور في تسريع إنهاء النزاع، من خلال ممارسة الضغط على أوكرانيا»، ويرى أنه رغم توقعات بتحسين العلاقات مع روسيا، عندما صعد ترامب إلى السلطة في عام 2016، إلا أن سياساته كانت مختلفة؛ ففي فترة حكمه، فرض ترامب عقوبات على روسيا، ووضع عراقيل أمام تصديرها للغاز إلى أوروبا، متجاهلاً التقارب الذي كان متوقعاً بينه وبين موسكو.

 لغة مشتركة 

وفي السياق، يشير الكاتب والمحلل الروسي، ديمتري بريجع، إلى أنه يرى إمكانية نجاح ترامب، في إنهاء النزاع الأوكراني، إذا تمكن من إيجاد لغة مشتركة، تجمع بين روسيا وأوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي. 

في المقابل يرى بعض المحللين أن لقاء  هاريس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال رحلة إلى الولايات المتحدة، في حين أن ترامب لن يفعل ذلك، يسلط الضوء على الانقسام الحزبي المتزايد حول قضية رئيسية في السياسة الخارجية الأمريكية. ولدى ترامب وزيلينسكي «ماض معقد» حيث عزل مجلس النواب ترامب في عام 2019 بعد ظهور تفاصيل حول مكالمة أجراها يطلب فيها من زيلينسكي البحث عن معلومات عن جو بايدن وابنه هانتر.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى